بدأت وزارة الشؤون البلدية والقروية بالتنسيق مع الجهات المختصة تنفيذ تجارب تشغيل قطار المشاعر المقدسة، الذي سيدخل الخدمة اعتبارا من موسم الحج الحالي بنسبة30%، وسيساهم في نقل حجاج الداخل من المواطنين والمقيمين إضافة إلى حجاج دول مجلس التعاون الخليجي. ومن ناحيته أكد وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية ورئيس الإدارة المركزية للمشروعات بالمشاعر المقدسة الدكتور حبيب زين العابدين أنه يجري حاليا إعداد دراسة وتصميم للمرحلة الثانية من المشروع بالتعاون مع عدد من بيوت الخبرة العالمية وذلك بعد التقييم الشامل للتجربة عقب موسم الحج الحالي. وكشف زين العابدين أن القطار مزود بأحدث الوسائل التكنولوجية والأمان، والاتصال وكاميرات المراقبة والتحكم التلقائي، كما يوجد اتصال بين غرف التحكم بالمحطات والغرفة الرئيسية ومركز القيادة والسيطرة التابع للأمن العام بمشعر منى. وأكد زين العابدين أن القطار سيسهم في تخفيض عدد المركبات في المشاعر المقدسة حيث يتم تقليص حوالي 30 ألف سيارة من شبكة الطرق داخل المشاعر، وهي السيارات التي يستخدمها حجاج الداخل من مواطنين ومقيمين، بالإضافة إلى حجاج الخليج وحجاج البر من الخارج، مما يساعد في تخفيف الضغط بشكل كبير على شبكة الطرق وحل مشكلة النقل وازدحام السيارات فيها إن شاء الله، مبينا أن القطار يعد أحدث نظام مترو ويعمل بشكل أوتوماتيكي، وأن الطاقة الاستيعابية لنقل الحجاج بواسطة هذا القطار هي أكبر طاقة استعابية للقطارات في العالم إذ تصل إلى 72 ألف مسافر في الساعة في الاتجاه الواحد، وأن كل عربة تشتمل على خمسة أبواب من كل جهة لتناسب الطاقة الاستعابية للقطار، بينما القطارات في المشاريع الأخرى تشتمل على بابين أو ثلاثة بحد أقصى مثل دُبي وغيرها. وصمم القطار وفقاً للمعايير الدولية والأوروبية المعترف بها (الأوروبية، الإيزو، الأمريكية، الألمانية، الفرنسية). وأشار إلى أن طول الخط الحالي يبلغ عشرين كيلو متراً بمسارين مرتفعين عن الأرض بحيث تُخلى الشوارع من المركبات للاستفادة منها لسيارات الطوارئ والخدمات. ويبدأ المسار من محطة الجمرات على طريق الملك عبدالعزيز عند المستوى الخامس لمنشأة الجمرات الحديثة، ويمر وسط طريق الملك عبدالعزيز مرتفعاً عن الأرض بمشعر منى إلى مزدلفة ومنها إلى عرفات على الطريق رقم (3)، لينتهي عند المحطة الثالثة بعرفات عند الدائري الشرقي لعرفات. وأضاف: يشتمل المشروع على تسع محطات مرتفعة عن الأرض. في كل مشعر ثلاث محطات يبلغ طول المحطة 300 متر ويتم الوصول إليها عن طريق منحدرات للدخول والخروج منفصلة، بالإضافة إلى سلالم متحركة ومصاعد كهربائية، وبكل محطة ساحتان لانتظار الحجاج تستوعب كل واحدة منها ثلاثة آلاف حاج، ومزودة بكل وسائل السلامة وتلطيف الجو، بالإضافة إلى ساحة انتظار أسفل المحطة يتم تفويج الحجاج إليها تباعاً. مشيرا إلى أنه تم اختيار مواقع المحطات بمشاركة جميع الجهات ذات العلاقة مثل وزارة الحج والأمن العام بما يضمن سهولة الوصول إليها وإنسيابية الحركة وتغطيتها لأماكن تواجد الحجاج المستهدفين بشكل سليم. وبين أن الطاقة الاستيعابية للقطار تبلغ 72 ألف حاج في الساعة لمواجهة الطلب على النقل في النفرة من عرفات إلى مزدلفة ومن مزدلفة إلى منى بحيث يمكن نقل حوالي نصف مليون حاج خلال 6 ساعات، وهي تعد أعلى طاقة قطار في العالم. مؤكدا أن الحجاج المستهدفين للنقل بالقطار لرحلة الحج الكاملة من التصعيد وحتى الانتهاء من الحج هم حجاج الداخل من مواطنين ومقيمين بالإضافة إلى حجاج الخليج وحجاج البر من الخارج، وبالإضافة إلى ذلك سوف يتم استخدام القطار لنقل الحجاج الراغبين أيام التشريق إلى المستوى الخامس من الجمرات. ويتم شراء التذاكر لرحلة الحج الكاملة وكذلك لأيام التشريق بشكل مسبق قبل بدء موسم الحج.