أوضح مستشار رئيس الحكومة التركية، طه التركي، أن تركيا لن تلوح في الوقت الحالي ضد الجهات المعادية والداعمة للإرهاب لدى مجلس الأمن الدولي، وفي حال ثبوت تورط أي جهات أو أشخاص خارج تركيا سيتم طلب تسليمهم وفق القانون، مؤكدا أنه يصب التركيز الآن على الذين نفذوا الانقلاب في داخل تركيا، متوقعا طرح اقتراح تفعيل الإعدام للانقلابيين وتشديد العقوبات على طاولة البرلمان. وقال التركي "إنه حتى الآن لم تتوفر الأدلة التي تساعد تركيا للوقوف في مجلس الأمن الدولي ضد جهات دولية معادية، مضيفا أن كل من تآمر ضد الدولة من القيادات السفلى وكل من دبر هذا الانقلاب معروفون، وهم رهن الاعتقال من قبل الشرطة التركية، وسيحالون إلى القضاء كما ستتم محاسبة كل من أسهم في هذا الانقلاب ولا استثناء لكافة الرتب العسكرية المساهمة في الانقلاب، إذ تم سحب كافة رتبهم العسكرية، موضحا بلوغ عناصر الانقلاب 2839 عسكريا، وهم رهن الاعتقال تمهيدا لنقلهم إلى القضاء، كما أنه لم يستبعد إحالة الجهات التي أظهرت تأييدها للانقلاب في بادئ الأمر، ثم أعلنت تراجعها إلى القضاء. ومن جانبه أوضح المحلل السياسي طوني بولس ل"الوطن" أن الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا أظهر غباء الجيوش في إدارة الحياة السياسية، وخاصة اعتمادهم على الوسائل التقليدية لتنفيذ الانقلاب كما كان يحصل في أواخر القرن الماضي عبر السيطرة على وسائل الاتصال والتلفزيون والبدء بإذاعة البيانات العسكرية، وبعدها قام الطيران الانقلابي بقصف محطات البث التلفزيوني في محاولة منهم لفرض عزلة إعلامية على الداخل التركي، إلا أن الإعلام الحديث وتطور تكنولوجياته استطاع فك هذا الحصار والاستمرار في نقل الأحداث من الداخل كما أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان استطاع إرسال رسالته إلى الشعب التركي عبر FaceTime الذي لبى النداء على الفور ووقف ببسالة وشجاعة بوجه الانقلابيين من الجيش التركي. وأضاف بولس أن لتركيا الكثير من الأعداء والخصوم في المنطقة، ولطالما حاولوا الدخول إلى تركيا عبر العبث الأمني، سواء من ناحية تنظيم الدولة الإسلامية، أو من بوابة حزب العمال الكردستاني، ولطالما تلقى هؤلاء دعما ماديا وسياسيا وعسكريا من النظامين السوري والإيراني. وأشار إلى أن هناك معلومات عن علاقة مباشرة للانقلابيين بهذه التنظيمات الإرهابية ومن وراءهم. فإيران تريد التخلص من قوة تركيا الإقليمية التي تشكل تهديدا مباشرا لطموحها التوسعي في المنطقة، ولاسيما بعد التحالف السعودي-التركي الذي ظهر بشكل واضح بعد مناورات رعد الشمال العسكرية وبعد القمة الإسلامية الأخيرة التي انعقدت في إسطنبول في الأشهر الماضية. فإيران تريد كسر قوة هذا التحالف العريض الأقوى في المنطقة والساحة الإسلامية.