أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ ماهر المعيقلي أن النبي عليه الصلاة والسلام بنى دعوته على التوحيد، وربى عليها أمته، وكانت حياته صلى الله عليه وسلم كلها في التوحيد، وكان حريصا على حماية التوحيد من أن يناله نقص أو خلل، سواء كان في القصد أو القول أو العمل، مشيرا إلى أن المقاصد والنيات يجب أن تكون خالصة لله تعالى وحده لا شريك له. الدماء لا تستباح وقال المعيقلي في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام أمس إن الدماء لا تستباح بالتأويل، فلم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم تأويلات أسامة، بل أخذ ينكر عليه بشدة (كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة) حتى نسي أسامة رضي الله عنه ما عمله من أعمال صالحة، قبل هذه الحادثة، فتمنى أن لم يكن أسلم قبل ذلك اليوم، موضحا أنه إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد عظّم دم محارب للمسلمين قال: لا إله إلا الله، والقرائن تدل على أنه قالها متعوذا من السيف، فكيف بدم مسلم متيقن من توحيده وإسلامه، فقضية حرمة الدماء محسومة، والنصوص فيها صريحة معلومة، وتأويلات أهل الضلال مردودة مرفوضة، ولا يزيغ عن هذا إلا هالك.
استقرار المجتمعات
في المدينةالمنورة، تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي عن أهمية الاستقرار في المجتمعات، مبينا أن شؤون الحياة جميعها مرتبطة بالاستقرار، ولا يمكن أن تستقيم حياة بدونه، فهو مطلب منشود وحاجة ملحة، لا غنى للفرد والمجتمع عنه. وبين أن المؤمن مأمور بالسعي في الأرض طلبا للاستقرار والأمان، قال تعالى "إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا". وحذر الثبيتي من الإفساد في الأرض بعد إصلاحها واستقرارها لقوله تعالى "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ".
مفسدون في الأرض وقال إمام وخطيب المسجد النبوي، إن من أفسد في الأرض وقوّض معاني الاستقرار بدعوى الصلاح والإصلاح، وأنه من أهل الحق فهو مفسد، كما جاء في قول الله تعالى "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ". وشدد الثبيتي على أن الإسلام بمنهجه الرباني ينبوع الاستقرار ومصدره، وبه يكتمل الاستقرار النفسي، والأمني والاجتماعي، فهو يزيل أسباب القلق والتوتر، كما قال تعالى "فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ".