ندور في نفس الدائرة المفرّغة منذ سنين، فعندما تحدث حادثة تحرش بطفل، يثير الأمر الرأي العالم، فيدلي كل فرد بدلوه في مواقع التواصل الاجتماعي وفي الصحافة! لكن بعد فتره يفتر الموضوع ويُنسى كما يُنسى الوقت. ماذا لو كنا في عالم مواز متكامل؟ ألن يكون في هذا العالم قانون صارم يحمي فيه أطفالنا من التحرش الجنسي أو العنف الأسري؟ ألن تكون هناك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها عندما يقف الأمر عند الأطفال؟ الكل يعرف أن الأطفال هم الجيل القادم والمستقبل لهذا البلد، لكن هل يعرف الكل أن السنوات الخمس الأولى من حياة الإنسان تكون جزءا كبيرا من شخصيته وماهيته! ذاكرة السنوات الخمس لا تمحى أبداً مهما بلغ الإنسان من الكِبَر عِتيا! دعونا نتخيل لوهلة كيف سيكون المستقبل بأطفال لا يحملون في ذاكرة اللاوعي غير الضرب، وذكريات مخيفة للمسات أناس غرباء وابتساماتهم الخبيثة! ألا يكفي هؤلاء الأطفال أنهم عاشوا في زمان مُحاط بالحروب والإرهاب؟ أيجب أن نسكت عن المعتوهين الذين يزيدون عالمهم الصغير سوادا وحلكة؟ الغرامات المالية والسجن أياما أو أشهرا قليلة ليس قانونا رادعا أبدا! يجب أن يكون هناك قانون موحد وصارم تجاه أي متحرش أو معتد بالضرب أيا كانت قرابته بالأطفال. والأهم، يجب ألا يخجل الآباء والأمهات في مثل قضايا التحرش والاغتصاب، لا يجب أن يتكتموا على مثل هذه المواضيع لكي لا يهدموا مستقبل ذلك الطفل البريء. طالبوا بحقوق أطفالكم وطالبوا بأقسى أنواع العقوبات للمتحرش أو المعتدي. التوعية للوالدين وللأطفال بمثل هذه المواضيع مسؤولية اجتماعية تقع على عاتق المربين في المدارس والمثقفين والإعلاميين. وفي حال رفض الوالدين الإبلاغ عن أي تحرش يحدث ضد أطفالهم، يجب توعية الطفل ألا يسكت عن حقه ويبلغ هو بنفسه السلطات واللجان المسؤولة عن حمايته. ويجب أيضا توفير رعاية نفسية للطفل بعد الحادثة حتى لا تصبح تلك الحادثة ندبة عميقة في قلبه الصغير مدى حياته، ولا يشوب عينيه البريئتين أي عتمة. الطفولة مرحلة وردية وجميلة، وأثرها في مستقبل الطفل كبير... لنحاول حمايتها!.