فيما تناقلت بعض المواقع أن سفارة المملكة لدى العراق طلبت من الحكومة توفير سيارات مصفحة لتأمين مقر السفارة، وقال السفير السعودي في بغداد، ثامر السبهان، في تصريحات إلى "الوطن" إن المملكة أمنت السيارات المصفحة وأن الحكومة العراقية لم تسمح لها بالدخول، مبديا استغرابه من تأخر الجانب العراقي في السماح بمرور المصفحات لاسيما وأن كل السفارات الأجنبية الموجودة مؤمنة بتلك السيارات. وأضاف السفير السبهان أن التهديدات التي طالت السفارة السعودية في بغداد كانت من جهات مرتبطة بإيران، وأن التحريض مصدره تيارات سياسية عدة لها أجندة خاصة، وأنه طلب من السلطات العراقية اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بحماية السفارة. وعبر السفير السبهان عن استيائه من محاولات الزج بالمملكة في أحداث العراق، وقال "إنه إذا كان هناك أدلة فعليهم أن يوضحونها، مؤكدا أن المملكة ليس لها أي علاقة بما يدور في العراق، وأن محاولات الزج بها في الأحداث لا يمت لعلاقات حسن الجوار بصلة. من ناحية ثانية، وفيما طالب رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي بتأجيل المظاهرات التي دعا إليها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، والتي من المفترض أن تنطلق اليوم في بغداد، تحت مزاعم منع الفوضى، قالت دوائر سياسية إن مطلب العبادي سيواجه بالرفض من قبل المتظاهرين. وذكر المحلل السياسي، رعد هاشم، أن حكومة العبادي طالبت بتأجيل المظاهرات تحت مزاعم منع الفوضى، بينما هي فشلت في منع فوضى العمليات الإرهابية ولم تحرك ساكناً منذُ بدايتها، كما لم تحل أياً من القضايا السياسية المعلقة منذ تشكيل الحكومة وحتى الآن. وقال إن المظاهرات تأتي لفشل الحكومة في تحقيق الإصلاحات ومكافحة الفساد بجميع أشكاله، مشيرا إلى أن استئناف المظاهرات يعني إحراج الحكومة وأجهزتها الأمنية كما يعبر عن تصاعد التوتر السياسي. وأضاف أن مزاعم الحكومة بأن المظاهرات تأتي بالتزامن مع الأخطار التي تواجه العراق وتعرقل العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش، تعد خلطا في المفاهيم ومحاولة لعرقلة التعبير الديموقراطي لأبناء الشعب الذي كفله الدستور، لاسيما أن التظاهرات سلمية ولا تؤثر على العمليات العسكرية. وتوقع هاشم، عدم استجابة المتظاهرين بتأجيل تظاهراتهم إلى الجمعة المقبل، لافتا إلى أن قيادة حراك التظاهرات لا تثق في العبادي وحكومته، ومن ثم فإن التوقعات تشير إلى تصاعد الغضب الجماهيري ضد هذه الحكومة إلى أن ترضخ لمطالب المتظاهرين.