يُعرّف التوجيه والإرشاد في مجال التعليم، بأنه عملية مخططة منظمة تهدف إلى مساعدة الطالب كي يفهم شخصيته ويعرف قدراته ويحل مشكلاته في إطار التعاليم الإسلامية، ليصل إلى تحقيق التوافق النفسي والتربوي والمهني والاجتماعي، وبالتالي يصل إلى تحقيق أهدافه في إطار تعاليم الدين الإسلامي. هذا التعريف موجود في سجلات وزارة التعليم وعلى رفوفها وموقعها الإلكتروني، ولكن واقعنا غير ذلك تماما. دور الإرشاد في المدرسة من أهم الأدوار التي تساعد في تشكيل شخصية الطالب، وتساعده في تخطي ما تواجهه من مشكلات سواء في المدرسة أو خارجها، ولكن للأسف أصبحت مكاتب المرشدين مكانا لتحضير الطلاب، وإرسال الرسائل لأولياء الطلاب المتغيبين، والمضحك المبكي أن المرشد أصبح هو من يعاقب الطالب المخطئ، ويستكمل العقاب الذي قام به المدرس داخل الفصل، بل وأصبح المعلمون يهددون الطلاب "انضبط ولا أوديك للمرشد"، هذه الجملة وغيرها من الجمل تضع حواجز وعقبات بين الطالب والمرشد، وبذلك انقلب دور مكتب المرشد الطلابي، من ملاذ للطالب الذي يبحث فيه عن حل لمشكلاته التي تواجهه، ومكان يشعر فيه بالاطمئنان، إلى مكان للعقاب والجزاء. السبب وراء هذا كله، هو أن بعض المعلمين عندما يريد أن يرتاح من تعب التدريس وضغط الحصص، نسمع هذه الجملة "خلني أصير مرشد أريح لي"، والضحية هم أبناؤنا الطلاب، والأدهى والأمرّ أنه غير متخصص في الإرشاد. نسمع كثيرا من الظواهر السلبية لدى الشباب في المجتمع، فهؤلاء الشباب الذين يشتكي منهم المجتمع، هم طلاب في مدارسنا صباحا، فأين الدور الوقائي للإرشاد لحماية طلابنا منها، فلو فرضنا أن الظاهرة انتشرت بين الطلاب، أين الدور العلاجي للإرشاد لهذه الظاهرة من المرشدين؟ أعيدوا لنا المرشدين المتخصصين الذين كانوا يقومون بدور الأب والأخ والصديق، وسترون مجتمعا مميزا بإذن الله.