هذا العنوان اخترته رغم ما فيه من قسوة وألم، بعد ما فعلته "داعش" من اعتداء آثم على الحرم النبوي الشريف. هذا العنوان حرك مشاعري المختلطة بالحزن والأسى والغضب، مما فعله هؤلاء من جُرم عظيم في حق بلادهم ومقدساتها الإسلامية. الاعتداء على المسجد النبوي ليس اعتداء على المملكة فحسب، بل هو اعتداء متوحش على الإسلام، وانتهاك صارخ، وفي شهر فضيل، على المسلمين. هؤلاء "الخوارج" ينتشرون كالسرطان في جميع العالم، ولعل آخرها تفجير مطار أتاتورك في تركيا، ثم تفجير الكرادة في العراق، وكذلك كشف الخلية الإرهابية المجرمة في الكويت. إن جميع دول العالم تعاني من هذا الداء الذي استشرى فيها، إلا أن إيران وإسرائيل لا تعانيان منه! حاول الخوارج خلال الأيام القليلة الماضية تعكير صفو السعوديين والمقيمين، وإضفاء صبغة الحزن والألم على عيدهم، خلال التفجيرات التي أحدثوها في عدد من المدن ابتداء بمدينة جدة، ثم محاولة تفجير مسجد فرج العمران في مدينة القطيف، ثم التفجير في مواقف سيارات قوات الطوارئ بالقرب من الحرم النبوي الشريف من الجهة الجنوبية. هؤلاء المجرمون يحاولون أن ينشروا عبثهم وإجرامهم في جميع أنحاء العالم، وأن يمارسوا الإرهاب على جميع الشعوب والبلدان، لإثبات أنهم موجودون، ولا يمكن أن يتم القضاء عليهم، ولكنهم بالتأكيد لن يستطيعوا فرض إجرامهم على هذا العالم المتحضر غير القابل لهمجية هؤلاء. فتلك الفئة الباغية المتخلفة يمكن أن تقوم بهذا العبث، ولكن التاريخ أثبت أن هؤلاء المجرمين سينتهون إلى مزبلة التاريخ، لأن هذا العالم خُلق لاجتثاث فكر هؤلاء ومَن على شاكلتهم من الميليشيات والجماعة الإرهابية المتطرفة الأخرى.