أعلنت تركيا الحداد ليوم واحد على ضحايا الهجوم الإرهابي الذي تعرض له مطار إسطنبول ليل أول من أمس. وأدى إلى مقتل 41 شخصا وإصابة 239 آخرين بجروح. بعضهم في حالة خطرة. وكان ثلاثة انتحاريين وصلوا مطار أتاتورك المحاط بإجراء أمنية مشددة عبر سيارة أجرة، فاستخدموا أولا أسلحة رشاشة قبل أن يتمكن أحدهم من اجتياز الحاجز الأمني داخل صالة الركاب الدولية ويفجر حزاما ناسفا. كما فجر انتحاري آخر حزامه في موقف السيارات في الطابق السفلي من مطار أتاتورك الدولي، أما الثالث ففجر نفسه خارج الصالة الرئيسية للمطار. وأكدت الشرطة التركية أن سيناريو التفجير يحمل بصمات داعش، كونه شديد الشبه بتفجير بروكسل في بلجيكا قبل شهرين، ومطار شارل ديجول في فرنسا قبل أسابيع. وبينما وجهت الشرطة التركية اتهاما صريحا للتنظيم المتطرف، إلا أن داعش لم يعلن بعد أكثر من 12 ساعة من الهجوم عن تبنيه. تراخ أمني انتقدت صحف المعارضة التركية تراخي القبضة الأمنية، متهمة أجهزة الأمن بالتراخي والتقصير، بينما تابعت الصحف الرسمية، والمحسوبة على الحزب الحاكم اهتمام رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، ورئيس وزرائه بن علي يلدرم، بمتابعة الإجراءات التالية للحادث الإرهابي، والعمل على إعادة العمل إلى المطار فجر الأربعاء. وكالعادة في مثل هذه الظروف تم حجب مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك، وتويتر" بينما كانت المروحيات تجوب أجواء إسطنبول لمساعدة دوريات الشرطة التي شددت إجراءات الأمن في محطات المترو، وفي الساحات الرئيسية بمنطقة تقسيم، والفاتح، في قلب الجزء الأوروبي من مدينة إسطنبول، التي يسكنها حوالي 22 مليون نسمة. وتتعرض تركيا منذ أواسط 2014 لهجمات إرهابية متكررة، ضربت العاصمة أنقرةوإسطنبول، إضافة إلى مدن في جنوب وجنوب شرق تركيا، تقاسم المسؤولية عنها كل من تنظيم داعش الإرهابي، وحزب العمال الكردستاني المصنف إرهابيا من تركيا، إضافة إلى منظمات على صلة بالحزب الكردي. أبعاد خارجية أكد المحلل السياسي معمر سرهان في تصريح إلى "الوطن" أن تفجيرات مطار أتاتورك تحمل بعدا عالميا. وقال "هذا النوع من الإرهاب عادة ما يكون مدعوما من دول أو دولة معينة لاستهداف استقرار دولة أخرى، وخلق نوع من الفوضى، وفي هذا الإطار يتم استخدام منظمات إرهابية دولية لتنفيذ عمليات إرهابية تحمل أبعادا سياسية واقتصادية". وأوضح بأنه من المؤكد أن المنفذ ومن ورائه أرادوا ابتزاز أنقرة، فالوصول إلى الهدف رغم الطوق الأمني المكثف في مطار إسطنبول، ونجاح تنفيذ العملية يوجهان رسائل لتركيا مفادها بأنهم قادرون للوصول إلى عمقها في أي وقت ومتى أرادوا. وأعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم مقتل 36 شخصا من بينهم أجانب، في التفجيرات التي نفذها ثلاثة انتحاريون في مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول، متهما تنظيم داعش بالوقوف وراء الهجوم.
ضرب السياحة أضاف يلدرم للصحافيين في موقع الهجوم "وفقا للمعلومات الأخيرة، قتل 41 شخصا، والأدلة تشير إلى تنظيم داعش الذي تبنى هجمات سابقة في تركيا". مضيفا أن الانتحاريين الثلاثة الذين لم يحدد هوياتهم أو جنسياتهم، فتحوا النار على المسافرين بالرشاشات قبل أن يفجروا أنفسهم. مشيرا إلى أنهم وصلوا المطار بسيارة أجرة، نافيا حدوث أي خلل أمني في المطار الذي يعد من الأكثر ازدحاما في أوروبا والواقع في الجانب الأوروبي من إسطنبول. وأكد يلدرم أن الجهة الإرهابية التي تقف وراء التفجيرات هدفت إلى ضرب السياحة التركية، وإفساد الموسم السياحي الحالي، مشيرا إلى أن الإرهابيين لن ينجحوا في تمرير مخططاتهم.