اغتنم عدد من الشباب العاطلين نهار رمضان لممارسة الصيد الجائر للغزال الفرساني، في ظل غياب دوريات هيئة حماية الحياة الفطرية. وأكدت مصادر ل"الوطن" أن أسعار الغزلان التي يفضلها البعض وجبة شهية على الإفطار تراوح بين 500 - 1500 ريال للرأس الواحد. فيما تشهد جزيرة فرسان هذه الأيام صيدا جائرا للغزال الفرساني وبيعه في السوق السوداء بأسعار متفاوتة، توعد مساعد رئيس الهيئة السعودية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها محمد السلامة بملاحقة المتورطين من خلال التواصل مع الجهات المختصة وتتبع مقاطع الفيديو المنتشرة وتطبيق الأنظمة بحقهم. أسعار البيع قالت مصادر إنه تم القبض في أوقات متفرقة على غزلان بعضها مذبوح وبعضها حي بعد محاولة لتهريبها إلى خارج الجزيرة عبر العبارة والفلوكات أو المراكب الصغيرة التي تصل بين فرسان ومدينة جازان. وأكدت المصادر أن أسعار الغزلان تتراوح بين 500 - 1500 ريال للرأس الواحد، حيث يباع على المواطن الفرساني ب500 ريال في حين يتم بيعه على السائح ب1500 ريال عبر أشخاص امتهنوا الصيد والقنص بواسطة مركبات ودراجات نارية تصول وتجول وسط تلك الجزر في ظل غياب دوريات رجال الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وفق بعض سكان فرسان، فيما اغتنم عدد من العاطلين والممتهنين لصيد الغزال الفرساني نهار رمضان لممارسة مهنتهم في ظل غياب الرقيب ومن ثم بيعها على بعض المواطنين الذين يعدونها وجبة شهية في الإفطار. المتورطون عاطلون إلى ذلك، كشف مصدر مسؤول أن أغلب ممتهني عملية الصيد لا تتجاوز أعمارهم 25 عاما، وأغلبهم عاطلون عن العمل، مرجعا ما يقومون به إلى البطالة التي يعانيها بعض أبناء الجزيرة الذين يتباهون ويروجون لأنفسهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة الصيد الذي أحرزوه من الغزلان، بل عمد بعضهم إلى كتابة ألقابهم المتعارف عليها بواسطة دم الغزال الفرساني، وكان تسعة مراهقين قد تعرضوا لحادث انقلاب لمركبتهم أثناء عملية صيد قبل شهر توفي على إثره شاب قدم من خارج المنطقة وأصيب 8 آخرون كانوا معه من أبناء فرسان. تواجد الغزلان قال مصدر إن الغزال الفرساني يتواجد في ثلاث جزر هي جزيرة فرسان وجزيرة زفاف وجزيرة السقيد التي انقرض منها الغزال تماما بسبب الصيد الجائر وعدم وجود مركز لهيئة الحماية الفطرية، وعدم تسيير دوريات بها في حين لا يزال الغزال الفرساني يتواجد بجزيرة زفاف، إلا أنه بشكل قليل، ويعود ذلك إلى عدم وجود مركز للهيئة في الجزيرة أيضا في الوقت الذي بات ناقوس الخطر وانقراض الغزال يضرب فرسان التي كان يتمتع سكانها وزوارها بمشاهدة الغزلان التي تعد المقوم الرئيسي للسياحة في فرسان. كنز مهمل دعا رئيس المجلس البلدي بفرسان عبدالمنعم إبراهيم عباس أبناء محافظته إلى حماية ذلك الكنز الذي يميز فرسان عن غيرها، فهم أولى بحماية جزيرتهم أن قصر غيرهم، وتسيير دوريات أرضية وبحرية وجوية كسائر المحميات في المملكة، وتوعية الشباب والعمل على إعداد خطة مدروسة لتنمية وتكاثر الغزال الفرساني، وحصرها في منطقتها إن صعبت حمايتها. أصدقاء الغزلان قال عضو المجلس المحلي بفرسان والمرشد السياحي عادل عبدالله العلواني "كم يؤلمني عندما أصطحب السياح إلى جزيرتي الحالمة النائمة وسط البحر عندما أهم بدخول فرسان بصحبتهم، فلا يجدون من الغزال إلا اسمه على اللوحة القابعة على مدخل فرسان، والتي تدعو إلى الانتباه، فالمنطقة منطقة عبور غزلان، الكل يمد ناظريه لعله يرى تلك الغزلان إلا أن الواقع مؤلم، فلم تعد هناك غزلان كما كانت تكتحل بها العيون". وأضاف أن المجلس المحلي لم يسبق ويناقش هذه القضية إلا أنه تم تشكيل لجنة من أبناء فرسان أطلق عليها "أصدقاء الغزال الفرساني" ضمن لجنة صحية بعد اختيار فرسان كإحدى المدن الصحية إلا أن اللجنة لم تفعل. ودعا العلواني جميع الجهات ذات العلاقة إلى تفعيل دورها لضمان عدم انقراض الغزال الفرساني الذي بانقراضه تنقرض السياحة بفرسان وينقرض رمز من رموز المكان والزمان بفرسان. ملاحقة المتورطين أكد مساعد رئيس الهيئة السعودية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها محمد السلامة ل"الوطن" أن الدوريات البحرية والبرية للهيئة تعمل بصورة مستمرة في مراقبة الجزيرة بكوادر مدربة، مشيرا إلى ضبط العديد من المخالفات والمخالفين وإحالتهم إلى الجهات ذات العلاقة لتطبيق اللوائح والأنظمة بحقهم وكشف عن تعرض أفراد الهيئة إلى اعتداءات سابقة وإطلاق نار على مركبتهم من قبل بعض ممتهني الصيد للغزلان، إلا أن ذلك لم يثن أفراد الهيئة عن أداء عملهم والمراقبة الجوية التي من شأنها أن تساعد في كشف من تسول له نفسه القيام بأي مخالفة، نظرا لامتداد الجزيرة وسوء تضاريسها. وعن المقاطع والصور التي تنشر بين الفينة والأخرى لعمليات صيد للغزلان، أوضح السلامة أنه يتم التحقق منها مع الجهات الأمنية المختصة وفي حالة ثبوتها والتعرف على هوية صاحبها يتم تطبيق الأنظمة بحقه.