منح مسؤولون بولنديون يحققون في سجن سري كان يتبع وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه" في بولندا المواطن السعودي عبد الرحيم الناشري والذي يشتبه في ضلوعه بالإرهاب، وضع "الضحية"، فيما يعد تقدماً قانونياً في جهوده لإثبات تعرضه لسوء المعاملة من قبل المحققين، وذلك وفقا لما أكده أمريت سينج، محامي الناشري. ويقول خبراء قانونيون إن إقدام بولندا على اعتبار الناشري ضحية يعد إقراراً بصحة أقواله. واتهم الناشري في حادث الهجوم على المدمرة الأمريكية "يو إس إس كول" قبالة سواحل اليمن عام 2000. واعتقل من قبل الولاياتالمتحدة ونقل إلى سجون سرية تابعة ل"سي آي إيه" في بولندا وتايلاند وتعرض لمعاملة قاسية بحسب مسؤولين سابقين في الاستخبارات الأمريكية. وقال سينج، وهو خبير قانوني كبير في منظمة "مبادرة العدالة في المجتمع المفتوح" إنه "بينما تعد هذه خطوة مهمة إلى الأمام، نظل في انتظار ما إذا كان المدعي البولندي سيمضي قدماً في التحقيق". وما زال المسؤولون البولنديون الذين كانوا في السلطة أثناء تلك العملية ينفون وجودها. لكن وضعية الضحية التي حصل عليها الناشري تضعف موقفهم وتفتح الباب أمام فرضية توجيه الاتهام إلى بعضهم في نهاية المطاف بسوء استغلال السلطة. ومن جانبه قال آدم بوندار، وهو محام وناشط في مؤسسة هلسينسكي لحقوق الإنسان في وارسو، إن "وضعية الضحية ستمنح محامي الناشري حق المشاركة في الإجراءات القانونية للقضية فيما يعد ميزة عملية في صالحه". وأضاف أن "تلك الخطوة تشير أيضا إلى إيمان المدعين بوجود أدلة متزايدة تدعم مزاعم الناشري". وبحسب إجراء تقدم به محامو الناشري في بولندا الشهر الماضي، فقد طلب من المدعين البولنديين استدعاء عدة مديرين سابقين في "سي آي إيه" للشهادة علاوة على طياري الرحلات المتعددة التي نقلت المشتبه بهم من وإلى بولندا. وقال مسؤولون سابقون في الاستخبارات الأمريكية إن "سي آي إيه" أدار الموقع الذي حمل اسم "كوارتز" في شمال بولندا من ديسمبر 2002 حتى خريف 2003". ويقول ناشطون حقوقيون ومحامو الناشري إن موكلهم عذب في بولندا وحرم من محاكمة عادلة طوال تسع سنوات.