للبحر متعة وحكايات ومغامرات مع صيادي الأسماك الكادحين في أعماق البحر، وخاصة في شهر رمضان، حيث تبدأ رحلة صيدهم الرمضانية قبل الفجر ليعيشوا يوما شاقا في عرض البحر وتحت أشعة الشمس الحارقة لا يعرفون الراحة ولا إجازات العمل، محرومين من تناول وجبتي الإفطار والسحور مع أسرهم. ويجد هؤلاء الكادحون متعتهم بتناول إحدى الوجبتين الرمضانيتين أو كلتيهما على مراكبهم التي تتمايل بها الأمواج المتلاطمة، لكن هؤلاء الصيادين الصائمين ما إن ترسو قواربهم الصغيرة على الشاطئ ويبيعون صيدهم الوفير حتى تعلو وجوههم الفرحة وينسون مشقة الصيد ويبدؤون في التجهيز لرحلة صيد الغد. مصدر رزق أوضح شيخ الصيادين في جزر فرسان عبدالله نسب، أن الصيادين في جزيرة فرسان ارتبطت حياتهم بالبحر لكونه مصدر رزقهم الوحيد، فالصياد قديما يسافر بالمراكب الشراعية وعادة الرحلة شاقة ومتعبة، فمنهم من يسافر للغوص واستخراج المحار، ومنهم من يسافر للصيد، وقد تستغرق الرحلة من شهرين إلى 3 أشهر، أما الآن فأصبحت عملية الصيد والإبحار أقل مشقة من ذي قبل، في ظل وجود المراكب الحديثة والمزودة بآليات عالية التقنية.