وجه وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، الاتهامات إلى جميع أطراف التسوية السورية، مستثنيا نظام بشار الأسد، وما يرتكبه من جرائم بحق الشعب السوري منذ اندلاع الثورة عام 2011 وحتى الآن. وقال لافروف، خلال منتدى بطرسبورج الاقتصادي الدولي، تعليقا على انتقادات نظيره الأميركي جون كيري، بشأن تعامل روسيا مع الأزمة السورية، "أولا لم نأخذ على عاتقنا أي التزامات بأن نفعل شيئا لأحد. ولم نعط أي وعود لأحد، بل اتفقنا على أن الجميع الذين يعملون على التسوية السورية سيعملون بشكل بناء على الاتفاقات التي تم التوصل إليها ضمن المجموعة الدولية لدعم سورية، والتي تم تثبيتها في قرارات مجلس الأمن الدولي". وأعرب لافروف عن اعتقاده بأنه لا يوجد حتى الآن أي تقدم في العملية السياسية الخاصة بسورية، لأنه لم يشارك فيها جميع الأطراف، وقال إن المجال الذي لا يوجد فيه تقدم هو العملية السياسية، مشيرا إلى أنه ناقش هذا الموضوع مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، مضيفا "أنه لم يتسن حتى الآن بدء الحوار السياسي بمشاركة جميع الأطراف السورية على الرغم من أن القرار الأممي يقضي بأن يكون قوام الوفد شاملا". وأوضح الوزير الروسي أنه لا يمكن جمع جميع المشاركين في التسوية السورية إلى طاولة المفاوضات، جراء مواقف الولاياتالمتحدة وليس روسيا. وقال إن "التمكن من جمع أولئك على طاولة المحادثات في امتثال كامل للتفويض الواضح لمجلس الأمن، لا يحصل، وليس بسبب روسيا لكن في واقع الأمر، جراء ذنوب شركائنا الأميركيين، الذين لسبب ما لا يمكنهم أو لا يريدون الضغط على حلفائهم في المنطقة، وهؤلاء الحلفاء في المنطقة يمارسون موقف التهديد".
توقف المسار السياسي رفض لافروف تحميل روسيا مسؤولية تعثر عملية التسوية السلمية بسورية، مؤكدا أن واشنطن تتحمل مسؤولية رفض المعارضة السورية الجلوس إلى طاولة التفاوض، مشيرا إلى أن الهدنة ما زالت صامدة، رغم الخروقات العديدة لنظام وقف إطلاق النار في سورية، كما شهد الوضع الميداني تحسنا ملموسا، وتم إيصال المساعدات الإنسانية إلى العديد من المناطق المحاصرة، لكن لم يتم تحقيق أي تقدم على المسار السياسي. وذكر لافروف أنه اجتمع بالمبعوث الأممي إلى سورية، الذي أكد عجزه عن إطلاق حوار سياسي بمشاركة جميع الأطراف السورية. وأوضح أن الأتراك لا يسمحون بمشاركة الأكراد في المحادثات، فيما ترفض الهيئة العليا للتفاوض الاعتراف بالحقوق المتساوية لفصائل المعارضة الأخرى، بل تطالب باعتبارها المفاوض الرئيس. ولم يستبعد لافروف أن يكون الغرب يسعى إلى استغلال تنظيم "جبهة النصرة" لإسقاط النظام في سورية. وأضاف أنه "يتكون لدي انطباع بأن هناك لعبة ما تجري، وهم ربما يريدون الحفاظ على النصرة بشكل ما، ومن ثم استخدامها لإسقاط النظام".
لعبة أميركية لفت لافروف، إلى أن الولاياتالمتحدة تقول إنها بحاجة إلى شهرين أو ثلاثة للفصل بين المعارضة والإرهابيين في سورية، وذلك في إشارة إلى تصريح وزير الخارجية الأميركي، بشأن بدء عملية انضمام فصائل المعارضة والحكومة إلى نظام الهدنة، الذي لا يشمل التنظيمات الإرهابية، وضرورة انسحاب المعارضة من الأراضي تحت سيطرة "جبهة النصرة" و"داعش". وأشار لافروف إلى أنه "الآن يتحدث الأميركيون أنهم لا يستطيعون إزالة المعارضين المعتدلين من المواقع التي تحتلها جبهة النصرة، وأنهم بحاجة إلى شهرين أو ثلاثة. ويتكون لدي انطباع بأن هناك لعبة ما، ويراد الحفاظ على النصرة بشكل أو بآخر، وفيما بعد استخدامها لإسقاط النظام". ولفت إلى أن كيري سبق أن تعهد قبل 3 أشهر بإخراج المعارضين المعتدلين من المناطق القريبة من مناطق سيطرة النصرة في غضون أسبوعين أو 3 أسابيع. لكن الوزير الأميركي يقول إن واشنطن بحاجة إلى شهرين أو 3 أشهر لإحراز هذه المهمة.