يعود تاريخ العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدة إلى بدايات الثلاثينات من القرن الماضي، وتحديدا عام 1931، مع بدء إنتاج النفط في المملكة ، حينما منح الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – حق التنقيب عن النفط في المملكة لشركة أميركية، تبعها توقيع اتفاقية تعاون بين البلدين عام 1933، وبذلك بدأ التعاون الاقتصادي بين البلدين، بقيام شركة الزيت العربية الأميركية بحفر أول بئر للنفط في المملكة. أما التحول الحقيقي للعلاقات بين البلدين فإنه يعود لاجتماع البحيرات المرة بين الملك عبدالعزيز والرئيس الأميركي روزفلت على متن السفينة الحربية "يو إس إس كونسي" في 14 فبراير 1945، أي قبل أن تضع الحرب العالمية الثانية أوزارها، ثم تطورت الروابط الاقتصادية والدبلوماسية إلى مستوى الشراكة عام 1957، لتدخل مرحلة تحالف استراتيجي يزداد قوة وصلابة كلما تعاقبت الإدارات السعودية والأميركية. وظلت العلاقات الثنائية بين البلدين متينة راسخة طوال 85 عاما، بفضل قدرتها على مواجهة التحديات والنزاعات الدولية. نشأة العلاقات الدبلوماسية انطلقت علاقة المملكة بالولاياتالمتحدة الأميركية من منظور السياسة الخارجية للملك عبدالعزيز، القائمة على استقلال القرار، والبحث عن العلاقة التي تحقق مصالح البلاد دون تعرضها لأي تأثيرات سلبية. ورغم أن المملكة نالت الاعتراف من روسيا وعدد من الدول الأوروبية، فإن الولاياتالمتحدة كانت تتمتع بوضع خاص، وذلك بسبب خلو تاريخها من فصول استعمارية في المنطقة مقارنة ببعض الدول الأوروبية مثل بريطانيا وفرنسا. وتمت اتصالات عديدة بين البلدين عبر عدد من القنوات الدبلوماسية، في مساع ارتكزت إلى استراتيجية الملك عبدالعزيز الرامية إلى تنويع العلاقات مع الدول وعدم الاتكاء على دولة واحدة أو الارتباط بها. اعتراف رسمي في 14 أبريل 1931 اعترفت الولاياتالمتحدة بالدولة السعودية، تمهيدا لتأسيس علاقات دبلوماسية معها. وبدأت المفاوضات بين البلدين لتوقيع اتفاقية التعاون. وكان من المتوقع أن تسير بشكل سريع، إلا أن المكاتبات استمرت عامين قبل التوقيع النهائي الذي تم في عام 1933، مما يدل على عمق السياسة الخارجية السعودية وارتكازها على مبادئ راسخة، كما تدل أيضا على عمق الموقف السعودي في العلاقات الخارجية والمفاوضات واستقلالية القرار السعودي. ويؤكد مؤرخون أن علاقة المملكة بالولاياتالمتحدة، بدأت مستقلة عن أي تطور في موازين القوى آنذاك بين بريطانيا وأميركا التي ظهرت فيما بعد وبجلاء أثناء الحرب العالمية الثانية، وذلك من منطلق سعي الملك عبدالعزيز إلى تأسيس علاقات دبلوماسية مع جميع الدول ذات الوزن السياسي والاقتصادي، مشيرين إلى أن تلك المساعي بدأت في وقت مبكر لم يكن النفط عنصرا في معطيات العلاقات السياسية والاقتصادية. وظلت العلاقات الثنائية بين البلدين تزداد صلابة ومتانة تعززها الزيارات الرسمية المتبادلة ومختلف أوجه التعاون على مدى 85 عاما.