ثامر عبدالله الجبير بون شاسع بين رؤية السعودية 2030 التي تسعي إلى إعادة تكوين المؤسسات والنظام الاقتصادي والاجتماعي لتكون أكثر ملاءمة لروح العصر وتحديات المستقبل، ولتحقق أقصى درجات الرفاهية والتنمية بما يتلاءم مع طموحات الشعب السعودي، ورؤية إيران 2036 التي أطلقها الجنرال رحيم صفوي، المستشار العسكري لخامنئي الحالي، قائد الحرس الثوري السابق التي تهدف إلى تعزيز نفوذ إيران وحشر أنفها في قضايا الدول الأخرى، وتحديد مصير شعوبها بما يتلاءم مع مصالح إيران فقط. أكد رحيم صفوي أن رؤية إيران تكمن في تعزيز نفوذها مع الأخذ في الاعتبار أهمية العامل الجيوسياسي عبر ممارسات لا تتلاءم مع المواثيق والقوانين والأعراف الدولية. ذكر ضرورة تعزيز الدعم لميليشيا حزب الله في لبنان لكي يبلغ الاكتفاء الذاتي ماديا وعسكريا، ويصبح قوة كبرى في لبنان على كل حال لم تكن رؤية بالمعنى الدقيق، كانت رسائل إن صح التعبير، لدول المنطقة على وجه الخصوص والمجتمع الدولي على وجه العموم، رسائل تؤكد أن إيران ماضية للحفاظ على تدخلاتها الحالية في سورية والعراقولبنان، تمهيدا لجعلها حقوقا مشروعة لإيران باعتراف وإقرار دولي، وأنها ستتوسع في نفوذها عبر الدخول في ملفات أخرى، إيران ستكون كالأخطبوط في المنطقة، وبالتالي على القوى العظمي أن تعرف أن الدخول لمنطقة الشرق الأوسط لا بد أن يكون عبر طهران وإقصاء القوى الإقليمية الأخرى. ولنا أن نأخذ بعض الأمثلة التي تدل على ذلك من حديث رحيم صفوي، فهناك تهديد ضمني للبيئة الأمنية الإستراتيجية لتركيا، عندما أوضح ضرورة الاهتمام بأذربيجان وأرمينيا وجورجيا، ولا يخفى على أحد أهمية هذا المثلث لتركيا، خاصة أن هناك صراعا قائما بين أرمينيا وأذربيجان حول إقليم قرة باج. مثال آخر من حديث رحيم صفوي عندما أوعز أن أسباب عدم الاستقرار السياسي في العراق وسورية ولبنان والبحرين واليمن وأفغانستان ناتجة من دعم أميركا دولا عربية وإقامة القواعد العسكرية في المنطقة، وكأن التدخل الإيراني السافر في شؤون المنطقة عبر إنشاء الميليشيات الإرهابية والتحريض الطائفي والتحكم بمصائر الشعوب بما يخدم مصالح النظام الإيراني ويضر بتلك الشعوب لا علاقة له بالأمر، المهم أن هذه الرسالة أكدت أن إيران تريد من أميركا أن توافق على تعيينها شرطي الخليج التابع لشرطي العالم أميركا. على الإيرانيين أن يفكروا في المستقبل بعقلية ناضجة، فوقائع وشواهد الماضي والحاضر تدل على أنه في عام 2036 ومن المحتمل قبل هذا التاريخ سيكون النظام الإيراني كالنظام السوري اليوم إن لم يتم تصحيح المسار.