نهايات مأساوية للأطفال تعيشها الأسر في منطقة جازان عند هطول الأمطار، تبدد فرحتهم بنجاح أبنائهم بعد خروجهم للتنزه، لتبتلعهم السيول والمياه الراكدة دون رجعة، ليخيم الحزن والوجع على منازل الأسر المكلومة لسنوات طويلة. تكرار الغرق لم تكن حادثة غرق الأطفال التسعة في أودية شهدان بهروب، ضمد، ولية بصامطة الوحيدة، فقد سبقتها بأيام حالات غرق في محافظاتجازان، على الرغم من تحذيرات مديرية الدفاع المدني المستمرة بعدم النزول لبطون الأودية والسيول أثناء جريانها. وأدى غياب الرقابة ومتابعة الأبناء أثناء خروجهم للتنزه ونزولهم للأودية إلى تحمل أولياء الأمور مسؤولية الغرق.
نهل الرمال أبدى عدد من المواطنين استياءهم وتذمرهم، من قيام الشركات بنهل الرمال من بطون الأودية، مخلفة حفريات كبيرة للمياه الراكدة، تسببت في ابتلاع أطفال في مقتبل الزهور. وحمل المواطنون في جازان أصحاب الشركات التسبب في تجمع المياه الراكدة، والحفريات الكبيرة بالأودية، مطالبين إمارة المنطقة بالتدخل وإنهاء معاناة المواطنين المتكررة. وأوضح المواطن سمير أحمد أن أودية جازان تشهد حفريات كبيرة بسبب عمليات نهل الرمال من قبل الشركات، مشيرا إلى أنه في موسم الأمطار والسيول تتجمع مياه الأمطار لتشكل خطرا دائما يدهم المواطنين، مضيفا أن محافظتي المسارحة وصامطة أكثر المحافظات التي تشهد نهل للرمال دون وجود رقابة عليهم. من جهته، أخلى المتحدث الإعلامي لأمانة منطقة جازان يحيى حكمي في تصريح إلى "الوطن" مسؤولية الأمانة من شركات نهل الرمال، مشيرا إلى وجود لجنة التعدين تابعة لإمارة المنطقة تتابع موضوع نهل الرمال.
خطورة استنفرت فرق الدفاع المدني بجازان جهودها في مواجهة حوادث السيول والغرق في محافظات المنطقة، ففي محافظة هروب باشرت فرقة الإنقاذ بإدارة الدفاع المدني بهروب مدعومة بفرق الإنقاذ من بيش، انتشال جثث الأطفال القادمين مع أسرتهم من جبال الريث للتنزه، بعد أن لقوا حتفهم غرقا بوادي شهدان. وفي محافظة العيدابي، تم استخراج جثث الأطفال من أحد المستنقعات المائية بالأودية، وفي صامطة، باشرت فرق الدفاع المدني حادثة غرق ل3 أطفال في مياه راكدة بوادي لية ونقلهم للمستشفى. وشدد نائب المتحدث الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بجازان الرائد محمد آل صمغان، على عدم الاقتراب من الأودية والبرك المائية، لما تشكله من خطورة على الأرواح، مهيبا بالأهالي بضرورة متابعة الأطفال هذه الفترة، لما تمر به المنطقة من تقلبات جوية وجريان سيول منقولة.