مسح فريق الهلال الكروي الأول أمس بعض أحزانه، وبدّل الصورة السلبية التي ظهر عليها أمام ذوب هان الإيراني في نصف نهائي دوري الأبطال الآسيوي، بتعادله أمس مع جاره النصر (1/1) في قمة الجولة العاشرة لدوري زين للمحترفين. وتابع اللقاء الذي استضافه ملعب الملك فهد الدولي في الرياض 23184 متفرجا, وافتتحه النصر بهدف لاعبه عبدالرحمن القحطاني في الدقيقة ال18 من ضربة جزاء, وعادل للهلال عيسى المحياني في الدقيقة ال61. وظهر اللقاء بصورة جيدة من الفريقين، وكان النصر الأفضل فيه نسبياً نتيجة لأسلوبه التكتيكي في مناطق الدفاع في الحصة الأولى التي تهيأت فيها عدد من الفرص للهلال لم تترجم، فيما كان الهلال الأفضل في الحصة الثانية بعدما سرّع ألعابه التي أجبرت النصر على التراجع للخلف، ما أنهكه كثيراً ومكن الهلال من فرض سيطرته التي لم تترجم لفوز، ليقف رصيد الفريق عن النقطة ال16, فيما رفع النصر رصيده إلى17. ونجح لاعبو النصر في الحفاظ خلال الشوط الأول على تقدم تحقق لهم في مطلع الحصة الأولى بهدف عبدالرحمن القحطاني في الدقيقة ال18 من ضربة جزاء كان وراءها المهاجم ريان بلال حيث حاول المدافع ماجد المرشدي استخلاص الكرة من أمامه بعد أن أحرجه زميله الكوري لي بيو يونج في إعادة الكرة داخل المنطقة الجزائية وسط تواجد بلال. وجاءت المحافظة الصفراء على الهدف بعد أن اعتمد الفريق، بقيادة مدربه الإيطالي والتر زينجا، على بناء دفاعات المنطقة بالاعتماد على طريقة 45 1، بعد أن دخل الفريق بعبدالله العنزي في الحراسة، وحسين عبدالغني وماكين ومحمد عيد وأحمد الدوخي في الدفاع، وفيجاروا وعبدالرحمن القحطاني وبيتري وإبراهيم غالب وخالد زيلعي في الوسط، وريان بلال مهاجماً وحيداً. ولعب الهلال بخالد شراحيلي في الحراسة، وماجد المرشدي وأسامة هوساوي ومحمد نامي ولي بيو يونج في الدفاع، وعبداللطيف الغنام وميريل رادوي وكريستيان ويلهامسون ومحمد الشلهوب وتياجو نفيز في الوسط، وعيسى المحياني وحيداً في المقدمة، وهي طريقة مشابهة للنصر لكنها مختلفة في التطبيق من قبل المدرب البلجيكي ايرك جيريتس الذي مال للهجوم منذ البداية سعياً لكسر حاجز الثقل النفسي والهموم الكروية التي حملها لاعبوه قبل المواجهة متأثرين بالخروج الآسيوي المر أمام ذوب هان الإيراني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا. ووضحت النوايا الهجومية للفريق الأزرق، وبانت ملامح دفاع المنطقة والمساندة الدفاعية للاعبي الوسط والضغط على حامل الكرة في النصر في محاولة تضييق الخناق على لاعبي الهلال قبل استلامهم للكرة ومنع عبورها للمناطق النصراوية. ولم يمنع هذا الأسلوب وصول الهجمات الهلالية لمرمى عبدالله العنزي الذي كان بالمرصاد لكل المحاولات القادمة من كرات ثابتة تارة ومتحركة في أخرى، ودائماً بقيادة الثنائي البرازيلي تياجو نفيز والسويدي ويلهامسون الذي كان مقلقاً بتحركاته على الأطراف لدفاع النصر الذي توالت عليه الهجمات من كل حدب وصوب وبمختلف الاتجاهات، إلا أن القلة العددية ونقص التركيز وغياب المصاب ياسر القحطاني، أفقدها اللمسة الأخيرة. على الطرف الأصفر، كان الثنائي فيجاروا والقحطاني محورين للمبادرات الهجومية القليلة بتحركاتهما الإيجابية، حتى تحقق للنصر هدفه وتراجع بعدها لاعبوه بغرابة نحو الدفاع وهو ما ساعد نفيز وويلهامسون على تشكيل خطورة بالغة على مرمى العنزي أكثر من مرة لعل أبرزها عندما وجد ويلهامسون نفسه وجها لوجه مع حارس النصر إلا أن الأخير كان في الموعد ليكسب المواجهة التي سبقتها كرة نصراوية مرتدة سريعة قادها الزيلعي في الدقيقة ال33 مستغلاً لحظة اندفاع هلالية وقف لها الحارس خالد شراحيلي بالمرصاد. وأفرزت بعض لحظات الحصة الأولى توتراً هلالياً كانت نتيجته تلقي الثنائي المرشدي ورادوي بطاقتين صفراوين من قبل الحكم الإسباني انطونيو بيريز. وواصل الهلال جنوحه للهجوم في الشوط الثاني، وانتشر في طول الملعب وعرضه وسط تكتل نصراوي في الخلف واعتماد على المرتدات. وشكل الهلال خطورته الهجومية بأقدام ويلهامسون الذي استقبل في الدقيقة ال52 عرضية لي بيو يونج داخل منطقة جزاء النصر حال قلب دفاع النصر محمد عيد دون عبورها خط المرمى بعد أن تجاوزت الحارس الذي تصدى من جديد لتسديدة لي بيو يونج. وأثمر الضغط الهجومي الهلالي عن تعديل النتيجة في الدقيقة ال61 بقدم المهاجم عيسى المحياني الذي استقبل تمريرة محمد الشلهوب بعد أن بدأها الغنام بكرة جاءته من دفاع النصر لحظة إبعادها عن مناطق الخطر, ليكشف عن السرعة الأدائية الهلالية التي ارتفع مؤشرها عن الحصة الماضية وكانت مخرجاً لكسر الكثافة الدفاعية للمنافس. وحرك الهدف الشجون الصفراء، ودفع النصر لتنشيط الهجوم وتفعيله بدخول أحمد عباس ومحمد السهلاوي بديلين لعبدالرحمن القحطاني وريان بلال عند الدقيقة ال68. ومنح إخراج عبدالرحمن القحطاني ارتياحاً ذهنياً للدفاع الهلالي بعد أن كان يشكل خطورة كبيرة في الجهة اليسرى لفريقه، وهو ما منح ويلهامسون راحة أكثر لشن الهجمات وتهديد مرمى النصر والضغط بقوة على قائد النصر حسين عبدالغني العائد للتو من إصابة. وكاد المحياني يضع الهلال في المقدمة بهدف ثان في الدقيقة ال75 بعد أن قدم له ويلهامسون لحظة انفراد لم يحسن اصطيادها برأسه لتعبر الكرة ضربة مرمى ندب المحياني حظه كثيراً عليها. وتدخل مدرب النصر، لإخراج خالد زيلعي والاستعانة بالروماني رازفان, فيما استجمع الهلال بقية قواه وضغط طلباً للفوز، لكن شباكه اهتزت بشكل مباغت برأسية محمد السهلاوي الذي كان في موقف تسلل صريح في الدقيقة ال81. ودفع مدرب الهلال ايريك جيريتس بالمهاجم وليد الجيزاني بديلاً للاعب الوسط محمد الشلهوب في الدقيقة ال86 لتعزيز النواحي الهجومية، قبل أن يخرج نيفيز ويدفع بعبد العزيز الدوسري بديلاً دون أن تتغير النتيجة.