رغم مرور 30 عاما على إطلاق منظمة الصحة العالمية برنامج المدن الصحية كبرنامج دولي طويل المدى للارتقاء بمستوى الخدمات البيئية والصحية والاجتماعية، إلا أنه لم يشفع ل27 مدينة سعودية تطبق البرنامج في الحصول على الاعتماد الدولي بسبب التغيير المستمر لبعض اللجان العاملة، وعدم تحقيق 80% من المعايير العالمية. وقال المشرف العام على البرنامج في المملكة نايف المالكي ل"الوطن" إن هناك خطة تطويرية لإعادة هيكلة البرنامج ووضع خطط خمسية وعامة ومؤشر أداء لقياس أداء كل مدينة، لمعرفة المدن التي اتجهت نحو المدن الصحية، والأخرى التي تحتاج إلى عمل، وكذلك المتأخرة لاستبعادها من البرنامج. أكد المشرف العام على برنامج المدن الصحية في المملكة نايف المالكي أن هناك 27 مدينة في السعودية تطبق برنامج المدن الصحية، الذي يسعى إلى الارتقاء بمستوى الخدمات البيئية والصحية والاجتماعية التي تضمها هذه المدن، لافتا إلى أنه ليس بينها أي مدينة معتمدة دوليا، عادا التغيير المستمر لبعض اللجان فيه أبرز العوامل التي أعاقت تطبيقه بشكل أوسع في المملكة.
المدن الصحية قال المالكي "بحسب منظمة الصحة العالمية فإن المدينة الصحية هي التي تهيأ بشكل مستمر وتحسن من كافة البيئات الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية والتي تصب في صالح تعزيز الصحة، وبمعنى آخر المدن الصحية عبارة عن منطقة حضرية تعمل على المحافظة على البيئة الاجتماعية والطبيعية والاقتصادية والصحية، وتمكن الناس من المشاركة في اتخاذ القرار وتطبيقه ومتابعته". وأضاف أن برنامج المدن الصحية أطلق كبرنامج دولي طويل المدى عام 1986 لإعطاء الصحة أهمية عالية في الأجندة السياسية المحلية وإشراك المجتمع الدولي والمحلي في تعزيز صحة سكان المدن وسلامتهم، لافتا إلى أن آلية تطبيق برنامج المدن الصحية تعتمد على طلب المحافظ أو الحاكم الإداري للمدينة بالانضمام للبرنامج، ويقوم فريق من إدارة البرنامج بالرياض بزيارة هذه المدينة وتقييم مدى مطابقتها لمعايير المدن الصحية، وبعد ذلك يتم ضم المدينة وتأسيس لجنة برئاسة الحاكم الإداري وعضوية كل من الجهات الحكومية والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني بالإضافة لأفراد المجتمع. وأيضا يتم تعيين منسق مختار من قبل الحاكم الإداري للتنسيق بين الإدارة وبين اللجان السبع التي يتم إنشاؤها بالمدينة لمعرفة مدى تطبيق البرنامج وآلية عمله، وتتكون اللجان من لجنة المرأة والتنمية، ولجنة العمل التطوعي، ولجنة الإصحاح البيئي، ولجنة الصحة المدرسية، ولجنة أنماط الحياة، ولجنة الأمن والسلامة، ولجنة الأمومة والطفولة، ويلعب المنسق دورا بارزا في تفعيل البرنامج في المدينة.
6 مراحل أشار إلى أن عدد المدن التي انضمت للبرنامج في السعودية 27 مدينة، حيث بدأت المرحلة الأولى للبرنامج بمدينتين، وخمس مدن بالثانية، و16 انضمت في الثالثة، ومدينتان في الرابعة، أما المرحلة الخامسة فشهدت ضم مدينة واحدة، ومثلها بالسادسة، مبينا أن هناك خطة تطويرية بإشراف منظمة الصحة العالمية يعمل عليها البرنامج لإعادة هيكلة البرنامج ووضع خطة خمسيه وخطة عامة ينبثق منها خطة تنفيذية من المدينة، وبعد ذلك سيكون هناك مؤشر أداء لقياس أداء كل مدينة، ومن خلال هذا المقياس سيتم معرفة المدن التي بالفعل اتجهت نحو المدن الصحية، ومعرفة المدن التي تحتاج عمل، والمدن المتأخرة كثيرا وبالتالي تستبعد من البرنامج، والآن هناك 13 مدينة في طور الانتظار.
معايير عالمية لفت إلى أن هناك 80 معيارا وضعتها منظمة الصحة العالمية، ولكي تنضم المدينة لقائمة المدن الصحية لا بد أن تحقق 80 % من هذه المعايير، ومن خلال القراءة الموجودة على أرض الواقع استطاعت المملكة في بعض المدن أن تحقق تقريبا 60 % من المعايير، لافتا إلى أن معوقات تطبيق برنامج المدن الصحية بالمملكة تتعلق بثقافة ووعي المجتمع وفهمه للبرنامج المدن الصحية، وأيضا تتعلق بالتغيير المستمر لبعض اللجان الرئيسية، كما قد تتعلق بالوعي المجتمعي وفهمه لأنماط الحياة الصحية.
دليل البرنامج أوضح المشرف العام أن أي مدينة تستطيع تطبيق آلية البرنامج من خلال عدة مراحل أولها مرحلة البداية، فبإمكان المدينة الاستعانة بدليل برنامج المدن الصحية وتنشئ مجموعات دعم تعمل على توعية المجتمع بأسلوب المدينة الصحية وتقوم بعمل قاعدة بيانات لوصف كامل للمدينة وليست بالضرورة أن تنضم للبرنامج، فكثير من المدن تم تزويدها بالأدلة والأنظمة الخاصة بتنظيم المدن الصحية ولا تعمل عليها، فلا يعني اجتياز المرحلة الأولى دخولا للبرنامج فهناك ثلاث مراحل للانضمام لقائمة المدن الصحية. وقال المالكي "لم تسجل أي مدينة صحية سعودية على مستوى العالم، بمعنى أنه لا يوجد لدينا مدن صحية في المملكة، والصحيح أن لدينا مدن انضمت لبرنامج المدن الصحية وهي بطور السعي والتطبيق للأنظمة والأطر المنهجية الخاصة بالمدن الصحية حتى تصبح مدينة صحية، فالمدن ال27 انضمت للبرنامج كانضمام محلي، منها 14 مدينة انضمت لموقع المنظمة عبر الشبكة العنكبوتية، كانضمام لكنها لم تعتمد".
التوافق مع رؤية 2030 قال المالكي "لو نظرنا لأبرز أهداف رؤية المملكة 2030 لوجدنا أن نسبة 80 % إلى 90 % من الأهداف تحقق رؤية برنامج المدن الصحية، وبشكل مبسط تسعى رؤية المملكة لرفع مستوى الاقتصاد، وفي المقابل نجد أن برنامج المدن الصحية يسعى لتحقيق الرفاهية ورفع المستوى المعيشي، أيضا تتحدث الرؤية لرفع معدل المشي للأفراد وهذا من أبرز أهداف برنامج المدن الصحية حيث يسعى لتعديل نمط السلوك والعمل مع القطاعات جنبا إلى جنب لتوفير أماكن لممارسة الرياضة، إضافة إلى أن رؤية المملكة تهدف لتصنيف 3 مدن من أفضل 100 مدينة على مستوى العالم، ولكي يتحقق هذا الهدف لا بد أن تكون المدينة معززة للصحة ومطبقة لبرنامج المدن الصحية والذي يسهم في التعاون مع القطاعات الحكومية والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني ويولي الاهتمام الكامل بالرعاية الصحية الأولية.