تراجع دور إمام المسجد والعمدة والجيران، كأدوات لأهل المخطوبة لمعرفة سيرة وسلوك الخاطب، إذ دخلت الحسابات الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي كأسلوب جديد لمعرفة شخصية المتقدم للزواج وآرائه وتوجهاته، لضمان أهليته لبناء بيت زوجية مستقر. لم يعد إمام المسجد والعمدة والجيران فقط أدوات أهل المخطوبة لمعرفة سيرة وسلوك الخاطب، حيث دخلت الحسابات الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي كأسلوب جديد لمعرفة شخصية الخاطب وآرائه، وتوجهاته، لضمان أهليته لبناء بيت زوجية مستقر. تعقب سلوك الخاطب قالت براءة العلمي، وهي فتاة جامعية بالمدينة المنورة "رفضت شخصين تقدما لخطبتي بعد الرجوع لحساباتهما الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، التي كشفت لي جزءا كبيرا من سلوكياتهما، ومستوى ثقافاتهما واهتماماتهما، مما دعاني لرفض الارتباط بهما". وكشفت العلمي سبب رفضها للاثنين قائلة "رفضت الأول بسبب سلوكه، فقد اكتشفت أنه يدخن السجائر بشراهة وهو ما اعتبرته سببا وجيها لرفضه، أما الثاني فكان سطحي التفكير، لم تعجبني صراحته الفجة وطريقة كشف حياته الخاصة لمتابعيه، فرفضت الارتباط به، لأن الخصوصية جانب مهم لن أحصل عليه بالارتباط بهذه النوعية من الشباب المنفتح في مواقع التواصل الاجتماعي". وذكرت منال أنها تعقبت شابا تقدم لخطبتها عن طريق حسابه في موقع "تويتر" حيث لاحظت أنه سريع الغضب وردوده العنيفة على أصدقائه، ومشاحناته العديدة في أبسط الأمور، مما جعلها تتخوف من أن يكون هذا الغضب جزءا من شخصيته، مما حدا بها إلى رفضه. الميول الحقيقية أكدت أ.العليان أن "الشخص يكون في الحسابات الشخصية أكثر ما يكون على طبيعته، فهو بعيد عن الرقيب الأُسَري، وأقرب إلى الحرية، فتعكس تغريداته ومنشوراته ما بداخله، حتى إن الأجهزة الأمنية أصبحت تتعقب المشتبه بهم عبر حساباتهم الشخصية، التي يظهر بها إلى حد ما ميوله الحقيقية، فالتغريدات تعبر عن تنفيس وشعور وانفعال لحظي، فلا يفكر الشخص وقتها إلا بالتنفيس عما بداخله". وأضافت البندري أن "السناب شات أصبح من الوسائل التي تلجأ إليها الفتيات للتعرف على المستوى الأخلاقي والمادي للشخص، حيث يظهر سلوكياته عند السفر وأماكن استجمامه ونمط عيشه"، مشيرة إلى أنها ترفع القبعة احتراما للتكنولوجيا التي ساعدتهم في هذه النقطة المفصلية. وسائل غير دقيقة ترى نورهان أن "البحث عن سلوكيات الخطاب لا بد أن تكون ما بين الإفراط والتفريط، إذ إن كثيرا من وسائل البحث التقليدية غير دقيقة في نتائجها، والسؤال عن الخاطب في مقر عمله أو المسجد الأقرب إلى منزله أو عمدة الحي وسائل غير ناجعة، لأن العمل غالبا يكون بيئة تنافس، كما أن المدير ربما يحكم حكما مغلوطا على الشخص، والتعامل العملي غير التعامل الزوجي، فكم من موظف بسيط كان زوجا ناجحا، وكم من جار حاد الطباع مع جاره تبين أنه مؤهل للزواج، والرجل يتغير، ويمر بمراحل مختلفة، لذلك فإن مبدأ سؤال الأشخاص لا يصلح أن يكون معيارا لتقييم أهلية المرء للزواج". مواقع تكشف أصحابها أوضحت الأخصائية الاجتماعية أماني العليان أن "الوالدين عليهم بذل جهد أكبر في التقصي عن خاطب ابنتهما بكل الطرق المتاحة، وعدم إيعاز ذلك إلى الفتاة وحدها، فالتأكد من أهلية الخاطب من واجبات أولياء أمور المخطوبة، ولا أرى بأساً من الحكم عليه بحسب نتاجه في مواقع التواصل الاجتماعي، بشرط التأكد من أنه صاحب الحساب، فمواقع التواصل تكشف عن شخصيات أصحابها". وسائل تضليل نوف محمد مختصة بتصميم مواقع الإنترنت وخريجة نظم معلومات لها رأي مغاير، حيث ترى أن "الحسابات الشخصية والمواقع الإلكترونية كالمدونات الشخصية قد تكون وسائل تضليل، وتحمل الكثير من التصنع والتمثيل، لذلك على الأهل تحري الدقة في تعقب تلك المواقع"