أثارت ورقة الكاتب والشاعر عبدالله الهميلي "التعالق الجمالي بين الفلسفة والشعر"، التي ألقاها في ندوة نظمتها جماعة حواف الإبداعية واستضافها فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام مساء الخميس، عدة تساؤلات ساهمت في إثرائها، كان أبرزها مداخلة الناقد محمد الحرز الذي امتدح بانورامية الإحاطة في الورقة إلا أنه فضل أن يكون ما اسماه "الفكر الأصيل" هو السمة المتعالقة مع الشعر وليس الفلسفة، وأكد أن الموضوع شائك رغم تناول الهميلي البانورامي له، إلا أنه يحتاج إلى تفصيل أكثر، وتحدث الحرز عن التعالق الشعري الفكري في التاريخ الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تحول الفن إلى آلة تتحكم بالإنسان وهي إشكالية موجودة في السوق وانتقد الشعراء والمفكرون سلطة الحداثة وتطوراتها. أدار الندوة الأكاديمي يونس البدر الذي تناول في مقدمته تاريخ العلاقة بين الشعر والفلسفة منذ العصر اليوناني. الحد الفاصل في فلسفة الفن تناول الهميلي في ورقته جوانب في علاقة الشعر بالفلسفة وعلاقة الفلاسفة بالشعر تحت عناوين فرعية منها على سبيل المثال: الإيديولوجيا، العوالم المتوازية، الأديان والصوفية، السحر، قبل أن يتناول في الشق الثاني نماذج شعرية معاصرة لأحمد الملا ومحمد الحرز ومحمد خضر وعلي الدندن وعبد الله العثمان، معتبرا أن النص النثري هو الأقدر على التعالق مع القضايا الفلسفية. وقال الهميلي في البدء: قبل أن نتحدث عن العلاقة الجمالية بين الشعر والفلسفة لا بد أن نتحدث عن مفهوم الجمال (الإستطيقا) الذي يعده الفيلسوف باومجارتن الحد الفاصل في فلسفة الفن بين الحقبة التي قبله والحقبة التي بعده، وهو المؤسس الحقيقي لعلم الجمال بين حقبتين، الأولى وهي "التي مثلت الفن كتراث ضخم يضم نظريات جمالية مرتبطة بالفلسفة والأخلاق والدين، والحقبة الثانية التي مثلت فلسفة الفن كعلم مستقل بذاته متناولا النظريات الجمالية تناولا مفصلا مدروسا دراسة متخصصة ". وأضاف: بدأ البحث عن الجمالية من سقراط في سؤاله عن ماهية الجمال وأكمله تلميذه أفلاطون في محاوراته مع فايدروس، ولا ننسى أن بداية التفلسف بدأت من الشعر الذي يعتبر أسبق الكائنات الكتابية بل هو أسبق من الكلام ذاته كما يرى هيدغر، فأقدم الملاحم الشعرية كانت عبارة عن تأملات وجودية للآلهة والكون تجلت في ملاحم هوميروس الإلياذة والأوديسة وهزيود وأوفيد في تحولاته والشاهنامة والمهابرتا الهندية والكوميديا الإلهية لدانتي ورسالة الغفران لأبي العلاء المعري ولزومياته الفكرية.
قتل الشعر قال القاص عادل جاد في مداخلته إن مشكلة الندوة هي أن الفكرة إذا تجلت فقد تقتل الشعر مستشهدا بأدونيس الذي يرى أن أكثر ديوان المعري ليس شعرا. ورد الهميلي بالقول: المعروف أن الشعر لا يتداخل مع الفلسفة إلا أن النص الحديث ألغى هذه الإشكالية وتجاوزها، ومن القدماء أعتقد أن جلال الدين الرومي والخيام أيضا تجاوزا هذه الإشكالية.
محاكاة الشعر في ماهيته هو تأويل للطبيعة والوجود ومحاولة محاكاتها، مشهد الوجود يظل بليدا من دون تحريكه بالشعر. صلاح عبدالصبور شاعر مصري
نهر فلاسفة الطبيعة درسوا الأشياء من خلال الوصف وقدم هراقليطوس مقولة عبرت عن فكرة فلسفية لكن بأسلوب فني مبدع وهي: لا يمكنك أن تعبر النهر مرتين، لأنك ستكون قد تغيرت والنهر قد تغير. هي حقيقة فيزيائية وفلسفية وجمالية. هادي رسول شاعر
من الورقة - هوميريوس :جاءت معه الإلياذة والأوديسة وحكاية الإنسان. - الحضارة البابلية: جاءت لتحكي مسيرة الوجود وتبحث عن لغز الخلود في ملحمة جلجامش - الحضارة الفارسية: جاءت لتعبر عن رؤيتها في ملحمتها الشاهنامة - الحضارة الهندية: جاءت لتعبر عن فلسفة الأرواح - الحضارة الصينية: عبرت عن قيم روحية وأخلاقية في الكونفوشوسية