تستعد باريس لإقامة عدد من مراكز محاربة التطرف في شتى أنحاء فرنسا، للتعرف على المتطرفين المحتملين ومنعهم من الانضمام إلى الجماعات المتشددة. وقالت صحيفة جارديان البريطانية إن افتتاح "مراكز إعادة الدمج والمواطنة" في كل إقليم فرنسي، يأتي جزءا من خطة تتضمن 80 بندا لمكافحة الإرهاب المحلي، كشفت عنها الحكومة الفرنسية أخيرا. وأضافت أن الخطة تستمر على مدى عامين، وتشمل مجموعة من إجراءات مكافحة الإرهاب، لمواجهة العدد المتزايد من الشباب في فرنسا، الذين تجتذبهم الجماعات المتطرفة، ومنها إقامة نظام إنذار مبكر لتحديد الشباب المحتمل انضمامهم لتلك الجماعات. أكبر خطر أوضح رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، أن إغراء الإيديولوجيات المتطرفة هو أكبر خطر تواجهه بلاده منذ أكثر من 70 سنة، مناديا ب"تعبئة عامة" لجميع قطاعات المجتمع لمواجهة هذه المشكلة. مؤكدا أن التطرف الفكري والعمل الإرهابي مترابطان، وقال "نواجه ظاهرة عنيدة انتشرت بشكل واسع في المجتمع، وهي تهدده لأنها يمكن أن تنتشر بشكل كبير جداً، وإن دفع جزء من شبابنا إلى التطرف، وإغرائهم بنماذج قاتلة معادية للمجتمع، هو أخطر تحد واجهناه منذ الحرب العالمية الثانية؛ لأنه يخرب بعمق الميثاق الجمهوري". وكشف عن الوثيقة الاستراتيجية التي ركزت على اكتشاف ومنع التطرف، وتم إصدارها بحضور عدد من الوزراء في الحكومة الفرنسية، بمن فيهم وزراء العدل، والدفاع، والتعليم، والصحة والثقافة، والشباب والرياضة. لجنة مشتركة ستشرف اللجنة المشتركة بين الوزارات لمنع الانحراف والتطرف (CIPDR)، على البرنامج الفرنسي الذي يدعو الجماعات العامة والخاصة والدينية والعلمانية لتوحيد القوى تحت مظلة مجموعة تنسيق وطنية. ووفقاً للبرنامج، سيتم تأمين رقم هاتف مجاني، يضمن سرية المتصل للتبليغ عن الذين يشتبه بأنهم متطرفون، ومساعدة العائلات التي يتجه أحد أفرادها إلى التطرف. كما سيتم تشديد إجراءات حماية المواقع الحساسة، بما في ذلك المفاعلات النووية والنقل العام، ضد الهجمات الإرهابية، إضافة إلى تشكيل لجنة علمية لدراسة أسباب التطرف والإرهاب، وكذلك توفير منح جامعية للدراسات ذات الصلة، وسيتم توفير المزيد من العناصر والتمويل للجهات الأمنية والاستخباراتية. إعادة الاندماج ستستقبل مراكز مكافحة التطرف الشباب المتراجعين عن الأفكار المتشددة، بعد اختبار صدقهم واستعدادهم لإعادة الاندماج في المجتمع على المدى البعيد. وقال فالس إن الهدف من إنشاء المراكز هو وقف تدفق الشباب إلى سورية والعراق، والبدء بعملية إبعادهم عن الفكر المتطرف. يذكر أنه يوجد في فرنسا أكثر من 9 آلاف شخص يحملون الفكر المتطرف، وذلك وفقا لمصادر رسمية، كما يعتقد أن هناك نحو ألفي مواطن فرنسي أو مقيم سافروا بالفعل إلى سورية والعراق للقتال إلى جانب تنظيم داعش.