منذ تعيين وزير الصحة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة وزيرا للتجارة والصناعة بمسماها السابق قبل خمسة أعوام، تصدى لبيروقراطية الوزارة بكل حزم وقوة من خلال إعادة الهيكلة والاستعانة بدماء جديدة ترتقي بتطلعات الدولة، إضافة إلى الاستغناء عن التعاملات الورقية التي أكل الدهر عليها وشرب، واستبدالها بالتعاملات الإلكترونية. ويتفق الجميع على أن البيروقراطية ستكون العائق الأكبر للوزراء والمسؤولين الجديد الذين تم تعيينهم أخيرا بما يتوافق مع متطلبات المرحلة، بعد أن أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز 50 أمرا ملكيا قضت بهيكلة وزارات وأجهزة ومؤسسات وهيئات عامة. تعطيل المصالح أكد مواطنون أن البيروقراطية ما زالت موجودة في بعض الجهات الحكومية، خاصة ذات التماس المباشر مع المواطنين، إذ تعد السبب الأبرز لتعطل خدمات المواطنين بالمملكة، مشيرين إلى أن طول الإجراءات وتعقدها وتركز القرار في المقر الرئيسي أسهمت على الدوام في تكدس المعاملات في هذا المقر والتي تؤدي بدورها إلى تعطيل مصالح أصحاب تلك الملفات. إعادة هيكلة طالب المواطنون الوزراء والمسؤولين الجدد بضرورة إعادة هيكلة الجهات، أسوة لما انتهجه وزير الصحة الحالي الدكتور توفيق الربيعة، حينما تسلم زمام الأمور في وزارته السابقة، إذ تمكن من انتشال الفكر القديم الذي سيطر على الوزارة لسنوات طويلة ليحقق شعبية كبرى لدى المواطنين المهمومين بملاحقة قوتهم اليومي وخفض تكاليف الحياة التي كبدتهم الشقاء والعناء. وعلى رغم أن الربيعة لم يحقق كل ما يطالب به مواطنوه، وربما كل ما يحلمون به، إلا أنه حظي بشعبية وقبول وتأييد، والسبب أنهم لمسوا التغييرات الكبيرة التي أحدثها في وزارته، وملاحقته الغش وبيوع التضليل، والحفاظ على حقوق المستهلك أمام تغول التجار وارتفاع الأسعار الجنوني. تغيير المكاتب كرس وزير الصحة الحالي جهوده للوقوف دوما مع المستهلك ضد التجار، وغيّر مفاهيم كثيرة داخل وزارة التجارة، حتى أصبحت مضربا للمثل في الدقة والتغيير، ومتابعة بلاغات المستهلكين وفق أحدث التقنيات، وكان دور الوزارة خلال الأعوام الأخيرة يرتكز على حماية المستهلك وملاحقة المتلاعبين بالأسعار، وشاهد الجميع نجاحات متوالية لوزارة التجارة في ضبط أسعار كافة السلع. في تغيير مفهوم العمل الحكومي "التقليدي" إلى الحديث، لم يغفل وزير التجارة عن أبسط الأمور وهي المكاتب الخاصة بالموظفين، إذ هدم الجدران العازلة فيما بينهم ليجعلها مفتوحة كنوع من أنواع التشاركية في العمل بعيدا عن المكاتب المغلقة السابقة، لتكون بنفس رقي التصميم الهندسي لكبرى الشركات ولتعطي منسوبي الوزارة البيئة المميزة الجاذبة للإبداع.