بدأت دارة الملك عبدالعزيز في نقل محتويات مكتبة الملك عبدالعزيز الوقفية الموازية للحرم النبوي الشريف إلى مقرها في الجامعة الإسلامية بعد 8 شهور من الإغلاق لفرز محتوياتها وتصنيفها ونقلها بطريقة محكمة من قبل المشرفين على عملية النقل. ووقف أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير فيصل بن سلمان أمس على التجهيزات الأخيرة قبل نقل محتويات المكتبة من موقعها الحالي بالمنطقة المركزية إلى موقعها الحالي لدخول مبناها في عملية توسعة الحرم النبوي الشريف. وأغلقت الشؤون الإسلامية المكتبة في منتصف أغسطس الماضي، ونقلت جميع الموظفين استعدادا لبدء الدارة في عملية فرز الكتب والمخطوطات التي تحوي في طياتها أكثر من 23 مكتبة وقفية وعشرات المكاتب الخاصة. وبحسب مطلعين على واقع المكتبة فقد شهدت في فترتها الماضية إهمالا وعطلا لبعض الأجهزة وباتت غير مفعلة لخدمة روادها لبقائها بدون مدير لأكثر من 24 شهرا، إضافة لانقطاع الخدمات عنها باستمرار، وكذلك بقاء المبنى وحيدا بين مواقع أزيلت لتوسعة الحرم النبوي الشريف، حيث تدخل وقتها عدد من مثقفي المدينةالمنورة، مطالبين بالمحافظة على الإرث التاريخي الذي تحويه المكتبة قبل أن تعلن الشؤون الإسلامية إغلاقها في أغسطس من السنة الماضية استعدادا لنقلها.
رؤية جديدة أعلنت دارة الملك عبدالعزيز عبر حسابها في موقع التواصل "تويتر" عن أولى مراحل مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية بالمدينةالمنورة بعد صدور الأمر الملكي ببدء أولى الخطوات العملية بإنشائه، بنقل محتويات مكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينة حيث تزخر المكتبة بمقتنيات ثمينة وتاريخية لا تتوافر في أماكن أخرى، وتعكس الجانب الحضاري للمدينة المنورة والمملكة، وتتنوع هذه المقتنيات من مصاحف ومخطوطات وقطع كسوة وشمعدانات وخزائن ومطبوعات نادرة ولوحات خط عربي نادرة جدا وغيرها، - وبحسب ما أوردته الدارة - سيكون عرضها في متحف متخصص في المجمع مستقبلا لتكن أيقونة ثقافية مميزة تستقطب الزوار والمهتمين، كذلك إنشاء المجمع والمتحف للمقتنيات يتوافق مع رؤية المملكة 2030 ويعكس تراثها الحضاري المميز. وأضافت الدارة أن عمليات نقل المكتبة تتم تحت إشراف ومتابعة الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة، ويتابع المجلس العلمي للمكتبة بتوجيه هذا النقل. وقالت الدارة إنها تقوم بتنفيذ "خطة مهنية عالية المستوى، تتمثل في التوثيق والجرد الدقيق بأحدث الأجهزة الرقمية، ويتم حفظ المقتنيات حسب نوعها في حاويات مخصصة للنقل والمحافظة عليها، كما سيتم في المرحلة الثانية العمل على ترميم المقتنيات وفق أعلى المواصفات لتهيئتها للعرض عند إنشاء المجمع والمتحف الخاص به". وأكدت الدارة أنه من المتوقع أن يكون المجمع والمتحف من أرقى الأماكن الثقافية في العالم بسبب ندرة مقتنياته وأهميتها، وأنها ستعرض بعد انتهاء أعمال النقل التفاصيل الكاملة لأهم مقتنيات المكتبة ومحتوياتها النادرة التي ستؤول إلى المجمع وهناك مقتنيات لأول مرة يتم الاطلاع عليها لأنها كانت مخزنة وغير متاحة للعرض سابقا رغم أهميتها التاريخية.