يتعمد بعض الآباء من الفاقدين للأهلية والتأهيل التربوي تصوير أطفالهم وهم يتعرضون للضرب على أيديهم بسبب أسباب تافهة دونما تفكير في عاقبة ما يرتكبونه من جرم في حقهم، ودون استحضار النتائج السلبية لتلك الأعمال العدوانية على نفوس الأبناء في المستقبل، حيث تخلد تلك الفيديوهات أفعالهم الوحشية مما يؤدي إلى توثيق الأساليب الهمجية في الذاكرة الإلكترونية. سلوك عدواني يعتقد الأخصائي الاجتماعي الدكتور عبدالعزيز المشيقح أنه لا يجب الاستهانة بهذه القضية، خاصة في هذا العصر الذي تطورت فيه التقنية بشكل كبير وكذلك الانفتاح والتحولات السريعة. وأضاف أن للعنف الجسدي واللفظي أثرا بالغا على الأطفال، ولعل أبرز تأثير سلبي قد يقع هو أن يكتسب الطفل المعنف سلوكيات عدوانية، من أهمها أن تكون ردات فعله تجاه أي مشكلة أو حدث معين الهجوم وضرب الآخرين، لأنه عاش في بيئة وبخ وضرب فيها مرارا، بدءا من والده، وحتما سيضرب تلقائيا أي شخص يعترضه. جهل قانوني يقول المحامي خالد الشهراني إن العنف ضد الأطفال موجود في مجتمعات العالم، وتختلف نسبته من دولة لأخرى تبعا لتطورها المعرفي والثقافي والحضاري ومدى وجود وتطبيق قوانين وأنظمة تجرم إيذاء الأطفال، وكذلك تجرم العنف ضد الآخرين بكل فئاتهم. ونظرا لانتشار مواقع التواصل الاجتماعي أصبح من السهل تصوير الحوادث ونشرها بسهولة، ويتبع ذلك ما يرغب فيه ناشر المقطع من ترفيه وشهرة أو ربما لنشر معاناته جراء العنف الممارس عليه، وبالتالي تختلف درجة العنف الممارس ومدى تدخل الجهات الرسمية في رفع معاناة الأطفال المعنفين وفقا لنظام الحماية من الإيذاء، وأيضا تطبيق العقوبات المناسبة ضد من ينشرون مقاطع العنف حسب نظام الجرائم المعلوماتية. وأكد الشهراني أن هناك الكثير ممن يجهلون هذه الأنظمة ومضامينها وبعضهم سمع بها ولا يعرف عنها شيئا أو يتجاهلها. صورة سلبية يعتبر المختص في الإعلام الجديد راكان العيادة أن نشر مقاطع العنف ضد الأطفال بالتحديد يسهم بشكل كبير في بناء صورة سلبية عن مجتمعنا، خصوصا في ظل وجود شبكات التواصل المتعددة، وإمكانية أن تصل هذه المقاطع إلى مواقع عالمية بسرعة كبيرة. وأضاف: "يجب علينا الأخذ بالاعتبار أن أي مقطع مسيء ننشره، أو نسهم في إعادة نشره، قد يُستغَل من أطراف لا هَمَ لها إلا الإساءة لمجتمعنا والطعن فيه. في الحقيقة، استغرب من البعض إصرارهم على نشر بعض المقاطع التي تسيء لهم شخصيا قبل أي شيء آخر وكأن لا هم لديهم إلا انتشار المقطع على أوسع نطاق، بغض النظر عن محتوى المقطع". وتابع: "مواقع التواصل سلاح ذو حدين، ويجب علينا أن نحسن استخدامها فيما يفيدنا، وفيما يخدم مجتمعنا، ويرسم الصورة الحقيقية الجميلة عنه، لا أن تكون هذه المواقع منابر لنشر الفضائح والسلبيات الشاذة".