كشف وكيل وزارة الزراعة الدكتور فيصل السبيعي، أن وزارته تعمل حاليا على إعادة المدرجات الزراعية إلى الواجهة، مؤكدا أنها من ضمن خطط الوزارة لبرنامج التحول الوطني كعامل مساهم في الأمن الغذائي، وتحد من الهجرة الريفية. تطلع لتفاعل المواطنين قال الدكتور السبيعي خلال رعايته لورشة عمل تطوير وتأهيل المدرجات الزراعية التي نظمها فرع الوزراة بأبها أمس: إن المدرجات الزراعية كانت في السابق من العوامل المهمة في الإنتاج الزراعي وفق الظروف المحلية السائدة في ذلك الوقت، مبينا الحاجة الآن إلى المزيد من الجهد لكي تعود هذه المدرجات عاملا هاما ورافدا هاما من روافد الأمن الغذائي ومن روافد تحسين الدخول للمزارعين والمهتمين في هذا المجال، وأكد تطلعه إلى تفاعل المزارعين والمختصين في الاهتمام بالمدرجات الزراعية، وتطويرها ومناقشة العقبات التي تواجههم مع الزراعة وكيفية تذليلها. تأهيل وتطوير أوضح المشرف العام على إدارة الإنتاج النباتي والإرشاد الزراعي الدكتور سليمان الخطيب، أن اتجاه الوزارة لتأهيل وتطوير المدرجات الزراعية، يعود أولا إلى أن جودة المحاصيل الزراعية المحلية التي تنتج من المدرجات الزراعية أفضل من الزراعة التقليدية المفتوحة، إضافة إلى خزن المدرجات لمياه الأمطار كون المدرجات بمثابة سدود وحواجز مائية، لافتا إلى أن الدراسات تشير إلى أن المدرج الزراعي ممكن أن يخزن 100 إلى 200 مل سنويا من المياه، وبالتالي هي كمية هائلة جدا من معدلات الري يمكن أن توفر في صورة طبيعية، كما أنها تعد صورة من صور الربح السياحي، والتي تم تطبيقها في بعض بلدان العالم. متابعة المستفيدين أوضح المدير العام لفرع وزارة الزراعة بمنطقة عسير المهندس فهد الفرطيش، أن وزير الزراعة وجه بالاستفادة من زراعة المدرجات الزراعية بالمحاصيل الحقلية وأشجار الفاكهة كما كانت عليه سابقا لتؤدي دورها المنشود في حالة إعادتها حفاظا على التربة ومساقط المياه، والاستفادة من الدعم المقدم من صندوق التنمية الزراعية من قروض للجادين في الزراعة وتأهيل تلك المدرجات الزراعية، مؤكدا أن الدعم فقط للجادين في الزراعة، مشددا على أنه سيطبق النظام بحق من يخالف ولم يستفد مما يدعم به في هذا المجال. تدهور الإنتاج أكد الخطيب أن مشكلة التدهور في تلك المدرجات نشأت بسبب جرف السيول القوية لتلك المدرجات وارتفاع تكلفة التأهيل، والزحف العمراني، والاستخدام العشوائي للمبيدات، وغيرها من الأسباب، مما جعل منتجات المدرجات الزراعية تبتعد عن كونها مطابقة للسلامة والصحة للإنسان وأدى إلى تدهور إنتاجها، لافتا إلى أنه وبحسب التعداد الزراعي في 2015 فإن عسير يوجد بها نحو 70 ألف حيازة زراعية، والباحة نحو 12 ألف حيازة، والطائف 61 ألف حيازة، و20 ألف حيازة بجازان تقريبا، من مجمل 82 ألف حيازة في المملكة. وعن إتاحة المدرجات الزراعية للاستثمار، أوضح الخطيب ل"الوطن"، أن هناك مشروعا حاليا بالوزارة يخص الزراعة التعاقدية وهو بمفهومه استثمار، بأن تتعاقد الشركات الكبرى مع صغار المزارعين لشراء منتجاتهم. دعم التنمية الزراعية بين مساعد مدير فرع صندوق التنمية الزراعية بعسير المهندس عبدالرحمن النهاري، أنه منذ إنشاء فرع الصندوق بعسير وهو يلعب دورا رئيسيا وهاما في دعم عجلة التنمية الزراعية، وأكد أن ذلك الدعم أسهم في حفر الآبار وتأمين الآلات الزراعية والمكائن ومضخات الري وغيرها، مبينا أن القروض التي قدمت منذ تأسيس فرع الصندوق بعسير ومكاتبه فاقت ال3 مليارات ريال حتى تاريخه، وأن الصندوق يولي المدرجات الزراعية اهتماما كبيرا ويقدم القروض الميسرة والدعم اللازم.