أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط على الاهتمام الخاص الذي توليه مصر لتطورات الشأن السوداني، خاصة في هذه المرحلة المهمة من تاريخ السودان مع بدء العد التنازلي لموعد إجراء استفتاء حق تقرير المصير في جنوب البلاد. وقال أبو الغيط إنه ومدير المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان حملا أثناء زيارتهما للخرطوم وجوبا رسالتين من الرئيس حسني مبارك إلى كل من الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه سلفا كير ميارديت. وأضاف أن الرسالتين حثتا الشريكين السودانيين على الالتزام بالتهدئة ومواصلة الحوار بهدف التوصل إلى تفاهمات لتنفيذ استحقاقات اتفاق السلام الشامل، وبما يعزز الحفاظ على السلام والاستقرار في السودان أيا كانت نتائج الاستفتاء، مع أهمية التوصل إلى صيغة مقبولة بين الشريكين تؤمن استمرار العلاقات الجيدة وتراعي المصالح المشتركة بينهما. وأوضح أبو الغيط أن الرسالتين أكدتا كذلك على أهمية تجنب الطرفين مخاطر العودة للصراع، والعمل على استغلال القواسم المشتركة والارتباطات القائمة بينهما للحفاظ على التجانس بما في ذلك مصالح القبائل الموجودة على نقاط التماس بين الطرفين وتوزيع عوائد النفط وحل كافة المسائل العالقة بينهما. وأضاف أن مباحثاته والوزير سليمان في السودان تطرقت إلى سبل تخفيف أية توترات قد تطرأ بين الشريكين في المرحلة المقبلة، وذلك من خلال مواصلة الحوار سواء على المستوى الثنائي أو من خلال الدوائر الإقليمية والدولية بما في ذلك اجتماعات أديس أبابا حول وضعية منطقة أبيى، لتقريب وجهات النظر بشأن المسائل العالقة وإجراءات الاستفتاء وقضايا ما بعد الاستفتاء. وأكد أبو الغيط على أهمية عقد اجتماعات مكثفة على مستوى عال بين الشريكين للتفكير في حلول للمسائل الخلافية، أخذاً في الحسبان عنصر ضيق الوقت وما يتطلبه ذلك من مضاعفة جهود كافة الأطراف المعنية. من جهة أخرى اتهم ناشطون مسؤولي أمن سودانيين باعتقال ومضايقة نازحين في دارفور شوهدوا يتحدثون مع مبعوثين من مجلس الأمن خلال زيارة قاموا بها للمنطقة. وأفاد المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام في بيان ورد أمس بأن ضباط أمن سودانيين بدؤوا البحث عن 16 شخصا بعد فترة قصيرة من إنهاء المبعوثين زيارة إلى مخيمي أبو شوك والسلام للنازحين في شمال دارفور في وقت سابق من الشهر الحالي. وقال المركز ومقره المملكة المتحدة إن المواطنين ال16 اختبؤوا لكن ضباط الأمن اعتقلوا في وقت لاحق اثنين شوهد أحدهما يتحدث مع المندوبة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس في مخيم بالمنطقة.