قالت مجلة "فورين أفيرس" الأميركية، إن بعض المحللين يتنبؤون بقرب إعادة ترسيم حدود الشرق الأوسط، في ظل مرور قرن على صورتها الأولى، مشيرة إلى أن تهديدات داعش، تفرض ذلك. وأشارت المجلة في تقرير إلى أن أشباه دول بدأت تظهر خارج سيطرة الحكومة في كل من سورية والعراق، مؤكدة أن ذلك يجعل فكرة الحدود الجديدة قريبة، مستشهدة بإعلان أكراد العراق عزمهم على إجراء استفتاء على الاستقلال قبل نهاية 2016. وأوضحت المجلة أن الضغط لإنشاء دول جديدة في الشرق الأوسط يأتي من الأكراد العراقيين والسوريين، فضلا عن تنظيم داعش، وأن الجذور الحقيقية للمشكلات في المنطقة تنبع مما تمارسه الدول المركزية والاستبدادية على الخلافات العرقية والدينية، مشيرة إلى أنه يمكن لحكومات ديمقراطية أن تمارس دورها دون الحاجة إلى القمع أو التقسيم، مستدركة أنه لا وجود لمثل هذه الحكومات المثالية في المنطقة. وقالت إن الإصلاحات السياسية في المجتمعات المختلفة وغير المتجانسة غالباً ما تؤدي إلى الصراع وتسريع التقسيم، موضحة أن إحلال نظام ديمقراطي شامل في المنطقة يتطلب القضاء على الميليشيات المسلحة فيها، وكذلك التخلص من القادة الطائفيين ومن نخب الفساد الموجودين حالياً في السلطة، لافتة إلى أن الاضطرابات في الشرق الأوسط لن تنتهي حتى مع انتهاء اتفاقية "سايكس بيكو" نفسها.