بدأت اليوم أعمال مؤتمر القمة الإسلامية الثالثة عشرة برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية تحت عنوان ( دورة الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام). ورأس وفد المملكة العربية السعودية إلى أعمال القمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود. وقد وصل خادم الحرمين إلى مقر انعقاد قمة منظمة التعاون الإسلامية في إسطنبول، وكان في استقباله الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في مقر القمة. بعد ذلك أعلن الرئيس التركي افتتاح أعمال مؤتمر القمة الإسلامية في دورتها الثالثة عشرة، سائلاً الله تعالى أن يجعل هذا الاجتماع خير وبركة على العالم الإسلامي. ورحب الرئيس رجب طيب أرودغان، بقادة ورؤساء وفود الدول الإٍسلامية المشاركة في المؤتمر، وقال " أرحب بكم في تركيا وطنكم الثاني وأشكر جميع من أسهم في الإعداد لهذا المؤتمر الذى نتشرف بحضوركم "، معرباً عن شكره للأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الأستاذ أياد بن أمين مدني . وقد ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، الكلمة التالية: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين فخامة الأخ الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الإخوة الحضور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسرني في البداية أن أتقدم ببالغ الشكر والتقدير للجمهورية التركية الشقيقة حكومة وشعباً بقيادة فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان لاستضافتها القمة الإسلامية الثالثة عشرة وعلى حسن الاستقبال والتنظيم ، ولا يفوتني أن أتوجه بالشكر لجمهورية مصر العربية على ما بذلته من جهود مميزة خلال رئاسة مصر للدورة السابقة، والشكر موصول لمعالي الأمين العام للمنظمة، وكافة العاملين فيها على ما يبذلونه من جهود مميزة. الإخوة الكرام: إننا مطالبون بمعالجة قضايا أمتنا الإسلامية وفي مقدمتها إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، وإنهاء الأزمة السورية وفقاً لمقررات جنيف 1 وقرار مجلس الأمن 2254 ، ودعم الجهود القائمة لإنهاء الأزمة الليبية. وفي الشأن اليمني ندعم الجهود المبذولة من الأممالمتحدة لإنجاح المشاورات التي ستعقد في الكويت تنفيذاً لقرار مجلس الأمن 2216. أيها الإخوة: إن واقعنا اليوم يحتم علينا الوقوف معاً أكثر من أي وقت مضى لمحاربة آفة الإرهاب وحماية جيل الشباب من الهجمة الشرسة التي يتعرض لها والهادفة إلى إخراجه عن منهج الدين القويم والانقياد وراء من يعيثون في الأرض فساداً باسم الدين الذي هو منهم براء. وقد خطونا خطوة جادة في هذا الاتجاه بتشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الذي يضم تسعاً وثلاثين دولة لتنسيق كافة الجهود من خلال مبادرات فكرية وإعلامية ومالية وعسكرية تتماشى كلها مع مبادئ المنظمة وأهدافها. إن ما يتعرض له عالمنا الإسلامي من صراعات وأزمات تتمثل في التدخل السافر في شؤون عدد من الدول الإسلامية وإحداث الفتن والانقسامات ،وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية واستخدام الميليشيات المسلحة لغرض زعزعة أمننا واستقرارنا لغرض بسط النفوذ والهيمنة يتطلب منا وقفة جادة لمنع تلك التدخلات وحفظ أمن وسلامة عالمنا الإسلامي. وفقنا الله جميعاً إلى كل ما نصبو إليه ونتطلع لبلوغه من التضامن والتعاضد لما فيه خير أمتنا وشعوبنا عملاً بقوله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان). والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.