بتوجيه من مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، انتقل فريق من مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة لمتابعة حالة الكاتب والمفكر الدكتور عبدالله مناع، حيث تقرر نقله إلى العناية المركزة بالتخصصي أمس لمتابعة حالته بدقة وإجراء التحاليل الدقيقة وتوفير أعلى درجات العناية له. وثمن عدد من المثقفين والأدباء والإعلاميين بادرة الأمير خالد الفيصل الإنسانية، وأكدوا أنها تؤكد اهتمام ورعاية حكومة خادم الحرمين الشريفين للأدب والثقافة، وتأكيدا على الدور الكبير الذي لعبه المناع طوال مشواره الصحفي كأحد الرواد الأوائل الذين أثروا الحركة الوطنية وأسهموا في خروج أجيال عديدة من المبدعين في شتى المجالات الثقافية. وأكد رئيس مجلس أمناء جامعة العلوم والتكنولوجيا الكاتب الصحفي الدكتور عبدالله دحلان أن قرار أمير منطقة مكةالمكرمة بإرسال فريق طبي للأديب والمثقف الكبير لم يفاجئه، وهو أمر غير مستغرب من أحد رعاية الثقافة والفكر بالمملكة الأمير خالد الفيصل الذي يبدي اهتماما كبيرا بالجوانب الإنسانية، ويجسد بقرارته ومبادراته شهامة وأصالة المواطن السعودي. وتولى المناع رئاسة تحرير صحيفة "البلاد" ومجلة "اقرأ" ومجلة "الإعلام والاتصال" وهو عضو في الكثير من المؤسسات الثقافية المحلية، وعمل طوال الفترة الماضية كاتبا في صحف المدينة والبلاد، ولا زال يمارس العمل الكتابي في صحيفة "الجزيرة" حتى الآن، وله مجموعة من المؤلفات بينها مجموعات قصصية وسير للمكان والأشخاص. ذاكرة المكان حظيت مؤلفات مناع وسيرته الإعلامية بالكثير من القراءات وخصوصا كتابه "بعض الأيام.. وبعض الليالي"، الذي صدر قبل سنوات عدة بقراءات وأصداء كثيرة خصوصا وأنه يرصد تاريخ جدة. يقول عنه الشيخ عبدالمقصود خوجة في تكريمه بالإثنينة: "المتتبع للكتاب يجد أنه تحدث عن ذاكرة المكان ربما أكثر من ذكريات الكاتب القدير، فهو يجول بالمتلقي في حارات جدة القديمة، وشوارعها الرئيسة والخلفية، وبرحاتها بتفصيل دقيق يشكل صورا حية تتقافز على الورق، مستمرا في حركته الترددية بين الأحياء والبرحات، ثم يدلف إلى ذاكرة أماكن أخرى في القاهرة، والإسكندرية، في لقطات لا تقل رشاقة وأناقة عن السرد الذي سبقها حول مدينة جدة.. غير أنه في أرض الكنانة يمزج بين السياسة والأدب والفن، غير منفصل عن البيئة التي غذته بتلك التجارب الرائعة". ويتحدث الكاتب فاروق صالح باسلامة في مقال له بصحيفة "الرياض" نشر قبل أسبوع عن الجانب الإنساني في مؤلفات مناع قائلا: الجانب الإنساني عند المناع يشير إلى ثقافته الشخصية عمن عرفهم من الكتاب والأدباء والشعراء سواء منهم الرواد أو من بعدهم، من هنا أخرج كتابه الحديث الإصدار بعنوان: "شموس لا تغيب، نجوم لا تنطفئ" ووضع فيه محمد حسن عواد أول الرواد ثم يأتي بعده حمد الجاسر فعزيز ضياء والزيدان..، وأنت تجد في هذه العبارات وأسماء الأعلام من يسره المؤلف المناع أن يثري الكتابة عنهم بسطور ممددة وأضواء كاشفة، وتعريفات عن أعمالهم ودواوينهم ومؤلفاتهم وذكرياتهم أو مذكراتهم الثقافية والأدبية.