تواصلت المواجهات العنيفة، أمس، بين قوات المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية، من جهة، وفلول تنظيم القاعدة، من جهة أخرى، فيما كثف التحالف العربي غاراته الجوية على مواقع المتطرفين، في محافظة عدن، جنوب اليمن. وقال مسؤول عسكري –رفض الكشف عن هويته- إن المعارك تركزت في مديرية المنصورة التي تشهد مواجهات متكررة بين الجانبين منذ منتصف مارس الماضي. وأضاف، أن القوات اليمنية نجحت في الانتشار بمعظم الشوارع الرئيسية والسيطرة على مواقع إستراتيجية مهمة، بعد مواجهات استمرت ثلاث ساعات، دون أن يتمكن من ذكر أي حصيلة للمواجهات. مغادرة المواقع استباقا لهجمات جديدة ربما يشنها الثوار، سارعت عناصر التنظيم المتطرف إلى إخلاء مبان أخرى يتحصنون فيها، وقاموا بنقل أسلحتهم إلى خارج المدينة، كما أعلنوا الاستنفار في مدينتي زنجبار وجعار المجاورتين، بعد أن حلقت طائرات التحالف بشكل كثيف فوق أجوائهما، وقصفت كثيرا من المواقع، مما أدى إلى مصرع وإصابة عشرات العناصر. كما استغل مقاتلو المقاومة الشعبية حالة الفوضى التي سادت وسط المتطرفين بعد الغارات الجوية، واشتبكوا مع بعض عناصرهم، مما أسفر عن سقوط قتلى، وكذلك تمكن الثوار من أسر 26 من الإرهابيين. أضاف شهود عيان أن مقاتلي التنظيم أصيبوا بحالة من الرعب الشديد لدى مشاهدتهم الطائرات وهي تحلق فوق سماء المدينتين، وسارع كثيرون منهم إلى دخول الأحياء السكنية والاحتماء بها، مما دفع السكان إلى مطالبتهم بالخروج فورا وعدم اتخاذهم دروعا بشرية. الاحتماء بالمدنيين كان أربعة من عناصر القاعدة قتلوا أول من أمس، في غارة شنتها طائرة بدون طيار، كما قصفت طائرات أخرى مواقع للتنظيم في محافظة حضرموت. كما تسببت الغارة في سقوط عدد من الجرحى، وأكدت مصادر سماع أصوات عدد من سيارات الإسعاف وهي تهرع إلى المكان بعد انتهاء الغارة. وفي المكلا، دعا التنظيم سكان المدينة إلى التظاهر ضد الغارات التي تستهدفهم، إلا أن معظم السكان رفضوا التجاوب مع الطلب، ودعوا المتشددين إلى الخروج من مدينتهم، وعدم تعريض حياة السكان للخطر.