إن العلم هو أساس التقدم والرقي وبناء الأمم والحضارات، فبالعلم تستطيع أي دولة أن تصل إلى القمة من خلال تطوير وتحديث آلياتها وأدواتها، ولقد أدركت السعودية مبكرا أهمية العلم والبحث العلمي، فأنشأت مؤسسات متكاملة وفي مقدمتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ومدينة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وغيرها من الجامعات والمراكز البحثية المنتشرة في مختلف مدن المملكة. إن هذه المؤسسات العلمية في غاية الأهمية، لما يقوم به البحث العلمي من دور أساس في دفع عملية التنمية المستدامة، مما ينتج عنه إيجاد مجتمعات تعيش في رفاهية وطيب عيش ومستوى عال من الرقي. ولم يتوقف الأمر عند حدود المؤسسات العلمية الحكومية، بل هناك من يحفز على العلم والإبداع والابتكار، فقد أدركت شركة المراعي منذ نحو 17 عاما أهمية دعم المجتمع العلمي والبحثي في المملكة، فأطلقت وتبنت جائزة المراعي للإبداع العلمي بجوائز تقترب من المليون ريال، فأصبحت جائزة وطنية سنوية للإبداع العلمي، لدعم وتشجيع العلماء والباحثين والمخترعين في المملكة، تحت إشراف مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وحظيت بموافقة من المقام السامي، وتضم الجائزة ثلاثة فروع مهمة هي: جائزة العالم المتميز، جائزة العمل الابداعي، وجائزة الوحدة البحثية، كما أن للجائزة أمانة عامة، ولائحة تنفيذية تضع المعايير والشروط وعمليات التحكيم للجائزة. وليعي الجميع أن الجوائز العلمية هي إحدى صور دعم البحث العلمي، حيث تهدف إلى تقدير الأعمال المميزة في مجال البحث العلمي وتحفيز الباحثين، وحثهم على بذل المزيد من الجهد والعطاء من أجل النهوض بالبحث العلمي وتسخيره لدعم التنمية، وإيجاد الحلول للمشكلات التي ترتبط ببرامجها. إن هذه الجائزة وغيرها من الجوائز والمبادرات التي تهتم بالبحث العلمي والعلماء، يجب أن تمنح مساحات أكبر من الاهتمام والرعاية من وسائل الإعلام وبرامج التواصل الاجتماعي، لتكون محفزا كبيرا لتبني المؤسسات والشركات الوطنية مزيدا من المبادرات والجوائز والمحفزات للأعمال والأبحاث والدراسات العلمية، التي تسهم في إحداث نقلة نوعية في المجتمع، تنعكس إيجابا على مختلف أفراده.