حددت عاصفة الحزم أهدافها العسكرية والسياسية والاستراتيجية بصورة دقيقة ونظرة متمكنة من الوضع الداخلي اليمني، ومن الوضع الأمني بداخل اليمن وعلى حدودها، ومن الوضع السياسي الإقليمي في المنطقة. وحققت العاصفة أهدافها المرسومة، وقطعت شوطا كبيرا في تصحيح الأوضاع بالداخل اليمني وتداعياته الإقليمية على المملكة وعلى المحيط العربي من خلال حصر النفوذ الحوثي في مناطق محددة، وقطع الطريق أمام التوسع والنفوذ الإيراني داخل اليمن، فكانت لها إنجازاتها التي تحققت بحزم وعزم وعمل دؤوب على جميع الأصعدة. ولكن ماذا لو لم تكن عاصفة الحزم؟! ما هو السيناريو المتوقع الذي تمكنت عاصفة الحزم من إيقافه؟ ماذا لو لم تكن عاصفة الحزم؟ يرى الخبير العسكري إبراهيم مرعي أن المملكة والتحالف العربي تمكنا من إيقاف تمدد وتوسع جهتين، محلية هي جماعة الحوثي، وإقليمية هي إيران التي استطاعت أن تحقق عددا من الإنجازات العسكرية والأمنية والسياسية والإنسانية لليمن وللشعب اليمني. وعد مرعي أن قرار الحزم تمكن من قطع مخطط توسعي لجهتين لم تكونا تبديان أي نوايا حسنة ناحية المملكة، محددا السيناريوهات المحتملة لو لم تكن عاصفة الحزم: 1- المملكة تخوض حربا في نجران وجازان وعسير لإخراج الحوثيين منها. 2- إيران تتمكن من إرسال بعض الألوية التابعة لها وبعض قوات الحرس الثوري الإيراني لتمكين الحوثيين من السيطرة الكاملة على اليمن. 3- فتح المجال للتوسع الحوثي والنفوذ الإيراني في المنطقة. كارثة بدوره أشار عضو مجلس الشوري الدكتور محمد آل زلفة إلى أنه لولا عاصفة الحزم لكانت المنطقة تعيش كارثة، ولظهرت عدد من السيناريوهات، أهمها: 1- اليمن سيكون مختلفا، وربما يكون أقرب لدولة داعش في الرقة وغرب العراق ولكن بصيغة مختلفة تديرها إيران. 2- إيران تتمكن من تطويق المنطقة، ومن ثم تطويق العالم العربي والمملكة بالذات من شمالها وجنوبها. 3- الحوثيون والجهة الداعمة لهم يسيطرون على المضايق البحرية في باب المندب للعبث بأمن المياه الإقليمية للمملكة في البحر الأحمر وفي جنوب الجزيرة العربية. 4- أصبح المجال مفتوحا لتحقيق الأطماع السياسية والإقليمية والمذهبية والعقائدية للنفوذ الإيراني. المستهدفون بالعاصفة حدد مرعي وآل زلفة الأهداف والجهات التي استهدفتها عاصفة الحزم بعملياتها، بالتالي: 1- هدف محلي: جماعة أنصارالله الحوثيين التي كانت تشير تحركاتها لانصياعها للتوسع الإيراني، ورغبتها بأن تكون المنطقة مليئة بالعبثية وعدم الاستقرار. 2- هدف إقليمي: الدولة الإقليمية المستهدفة هي إيران التي تحاول من خلال خلق أدوات وأذرع لها في المنطقة العبث بأمن المنطقة. أهم إنجازات الحزم حدد مرعي وآل زلفة أهم الإنجازات التي حققتها العاصفة بعد أن أفشلت السيناريوهات الحوثية والإيرانية، وفق التالي: 1- صححت مسار تقنين الانقلاب الذي سعى موفدها جمال بن عمر لتكريسه. 2- تم تحرير 75% من الأراضي اليمنية التي سيطر عليها الانقلابيون. 3- عاد الرئيس هادي إلى العاصمة المؤقتة عدن. 4- بدأت دول التحالف مشروعها بإعمار اليمن بدءا من العاصمة المؤقتة عدن حيث تم تعمير أكثر من 120 مدرسة وأكثر من 30 مستشفى ومستوصف، وخطة الإعمار بدأت قبل إكمال التحرير. 5- كبح جماع الحوثيين ومن ورائهم للسيطرة الكاملة على اليمن وجعله منصة انطلاق للعبث بأمن المملكة والخليج. 6- أثبتت العاصفة أن المملكة دولة رائدة في المنطقة وجديرة بقيادة التحالف. 7- أثبتت أن المملكة تمتلك الإمكانات التي تؤهلها لتحمي الأمن القومي العربي من العبث.