أولت صحف ووسائل إعلام فرنسية اهتماما واسعا بالمناورات العسكرية "رعد الشمال" التي رعى ختامها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وقادة الدول العربية والإسلامية المشاركة في التمرين والعرض العسكري المصاحب للمناورة، التي شاركت فيها 20 دولة بالإضافة إلى قوات درع الجزيرة العربية. وأكدت الصحف الفرنسية أن المناورات العسكرية في البر والجو والبحر اختبرت قوة واستعداد دول التحالف عند الحاجة. ضرب بيد من حديد كتبت صحيفة لوموند الفرنسية مقالا بعنوان "في مواجهة إيران، السعودية تعرض قوتها العسكرية مع حلفائها"، وأكد الصحفي بنيامين بارت في تعليقه أن السعودية أرادت عبر عملية "رعد الشمال" الضرب بيد من حديد عبر نطاق واسع من التدريبات العسكرية عقدت الشهر الماضي في شمال شرق المملكة، وانتهت الجمعة 11 مارس ودخلت قوات 20 دولة مختلفة تحت أنظار الملك سلمان باستعراض للقوة. وأضافت لوموند أن السعودية عرضت أكبر تجمع للقوات المسلحة في الخليج منذ عملية "عاصفة الصحراء"، التي أطلقت في عام 1991، في أعقاب غزو الكويت من قبل العراق في عهد صدام حسين، وحضر هذه المناورات عشرات الآلاف من الجنود. وجاء الجيش أساسا من الشرق الأوسط (السعودية، الإمارات، الكويت، قطر، عمان، البحرين، الأردن، مصر)، كما حضر من شمال أفريقيا (المغرب، تونس)، وإفريقيا جنوب الصحراء (السنغال، تشاد، جيبوتي، السودان وموريتانيا وجزر القمر وموريشيوس) وآسيا (ماليزيا وجزر المالديف وباكستان). بناء علاقات تساءلت صحيفة لو بوان في مقال تحت عنوان "إيران..المملكة يمكن المضي قدما؟" وأوردت الصحيفة تصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال اجتماع في الرياض بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ونظيرتها المغربية بأن "السعودية ودول الخليج ستكون على استعداد للمضي قدما، وبناء علاقات قوية مع إيران إذا أوقفت التدخل" في شؤونها و"إذا غيرت إيران سياستها، لا شيء يمنعنا من التحرك وبناء أفضل العلاقات على أساس حسن الجوار، دون التدخل في شؤون الآخرين". وقالت الصحيفة إن تصاعد العداء تزامن مع قطع العلاقات الدبلوماسية مع مبادرة الرياض بعد هجوم ضد سفارتها من قبل الإيرانيين ووفقا لعادل الجبير، فإنّ العلاقات مع طهران تدهورت "بسبب الطائفية السياسية". وأشارت لو بوان إلى البيان المشترك الذي دعا فيه الوزراء المجتمعون بالرياضإيران إلى أن تحترم الاتفاق النووي الذي وقع في يوليو مع القوى الكبرى، مبينة أنهم "شددوا على ضرورة، تنفيذ القرار 2231 لمجلس الأمن"، الذي يدعو بشكل خاص إيران إلى عدم تطوير صواريخ باليستية مصممة لتحمل رؤوسا حربية نووية مدة ثماني سنوات.
محاربة الإرهاب موقع أر تي أل من جهته علق على العرض العسكري للمملكة في مقال له بعنوان "الرعد في صحراء الجزيرة العربية وحلفاؤها يعرضون قوتهم العسكرية"، ووصف طائرات الهليكوبتر المحلقة في السماء والدبابات الهادرة في اليوم الأخير من "رعد الشمال"، معتبرا أن المناورات هي أكبر مناورات متعددة الجنسيات تقام في المملكة. إشارة قوية وتحت عنوان فرعي "إشارة قوية" أوضح الموقع أن تنظيم هذه المناورات، الذي يشمل البر والجو والبحر، هو إشارة قوية لإرادة الدول المشاركة إلى "الحفاظ على الأمن والاستقرار" في الشرق الأوسط، وهو موقف أكثر وضوحا منذ تتويج الملك سلمان في يناير 2015. وأشارت إلى أنّ المناورات "ليست موجهة ضد إيران" بل هي مخصصة لتحسين أداء الدول المشاركة لاختبار قوتها والاستعدادات عند الحاجة، لا سيما بسبب "التهديدات الإرهابية" في المنطقة.