رفض مثقفون شيعة في لبنان محاولات حزب الله توريطهم وإدخال لبنان في أزمة مع الدول العربية، عبر التدخل في الأزمة السورية والقتال إلى جانب نظام الأسد ضد شعبه، ومحاولات استعداء الدول العربية، لاسيما المملكة العربية السعودية، مشيرين إلى "ضرورة تسمية الأشياء بأسمائها"، والالتزام بسياسة النأي بالنفس التي أقرتها حكومة رئيس الوزراء تمام سلام، وقام عليها بيانها الوزاري. وأصدر المثقفون بيانا أعلنوا فيه "تبرؤهم من كل تصرف يريد إلحاق طائفتهم بمشاريع إقليمية على حساب نظام المصالح الوطنية أو العربية"، وأدانوا أجندة حزب الله في سورية. معتبرين أن أي مساس أو تهديد لأي مكوّن لبناني هو تهديد لوحدة لبنان وإساءة للتضامن العربي. واعتبر الموقعون "استخدام بعض اللبنانيين الشيعة لاسم القدس وتعبيد طريقها بالدم، لتقديس حربه في سورية، مرفوض ومدان. فالواقعية السياسية تقتضي من الشيعة في لبنان الحفاظ على مكونات الوحدة الاجتماعية اللبنانية واستقرارها في دول الخليج". انعدام الأمن المجتمعي أكد المثقفون أن الحزب المذهبي سيكتشف في القريب العاجل أن آلاف الصواريخ لن توفر له الطمأنينة التي كان عليها، وأن العقل والمنطق يقضيان بمراعاة المصلحة العليا للبلاد، وتقديمها على ما سواها، دون النظر إلى أي نصر حزبي مؤقت". ومن بين الموقعين على البيان السيد علي الأمين ومصطفى فحص والشيخ عباس الجوهري ومالك مروّة. ويأتي هذا البيان بعد تصنيف الدول العربية والخليجية لحزب الله منظمة إرهابية، واتهامه بتنفيذ أجندة إيرانية في المنطقة تعزل لبنان عن محيطه العربي. وتشهد بيروت حراكا سياسيا متصاعدا منذ وقف السعودية مساعداتها للجيش وقوى الأمن الداخلي بلبنان الشهر الماضي، ردا على المواقف غير المقبولة التي اتخذها وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، وامتناعه عن إدانة الاعتداءات التي تعرضت لها السفارة السعودية في طهران، والقنصلية في مشهد، ورفضه السير مع الإجماع العربي الذي دان تلك الاعتداءات في اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب الذي عقد بالقاهرة، وتكرار الأمر نفسه خلال اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في جدة. تدهور الاقتصاد أصدرت المملكة وسائر دول الخليج تعليمات لرعاياها بعدم السفر إلى لبنان، ومطالبة الموجودين هناك بالعودة الفورية، ما شكل تهديدا بانهيار الموسم السياحي الذي تعول عليه لبنان كثيرا لدعم اقتصادها الذي يعاني أصلا من اهتزازات كبيرة. وقد حمل ساسة لبنانيون حزب الله مسؤولية هذا التطور، واعتبروا أن قتاله في سورية لدعم نظام بشار الأسد جعل لبنان في مواجهة الدول العربية. يشار إلى أن السعودية أرجعت هذا القرار إلى مواقف لبنانية مناهضة للمملكة على المنابر العربية والإقليمية والدولية، في ظل ما سمتها مصادرة حزب الله لإرادة الدولة اللبنانية.