ثلاثة مواقف سورية في 24 ساعة من شأنها أن تؤكد أنه لا يوجد نظام دولة في سوريا، بل نظام شبيحة، سواء بالإعلام، أو السياسة، أو حتى القطاع العسكري. أحد «المحللين» المحسوبين على النظام السوري، أو شبيحة النظام الإعلاميين، بحسب ما يصفهم بعض المعارضين السوريين، يقول، عشية صدور البيان الخليجي الذي يدين عنف الدولة بسوريا، لقناة «العربية»: إنه ليس من حق دول الخليج إدانة النظام السوري. ثم يقول مهددا: إنه كان بمقدور الرئيس السوري دعم الشيعة في كل من السعودية والبحرين والكويت، ضد الأنظمة الخليجية، لكن عروبة الأسد وقوميته هما ما كانتا تمنعانه عن ذلك! وهذا يعني أن شبيح الإعلام السوري يقول إن بعض الشيعة الخليجيين جاهزون للبيع والشراء، وهذه إهانة بحد ذاتها للشيعة، ناهيك عن أنها تهديد واضح من السوريين لدول الخليج! والرد على الشبيحة السوريين، فرع الإعلام، بسيط جدا، فأوَليس النظام السوري هو من يدعم حزب الله و«أمل» في لبنان ضد باقي المكونات اللبنانية؟ وأوَليس النظام السوري هو من ارتمى بأحضان إيران، وعلى حساب العرب، والعروبة؟ وأوَليس النظام السوري هو من دعم تنظيم القاعدة بالعراق منذ سقوط نظام صدام حسين؟ فكيف يقال إن عروبة الأسد وقوميته تحولان دون اللعب على الورقة الطائفية؟ ومن الواجب اليوم التنبه للتهديد الأخير باستهداف أحد موانئ الكويت من قبل حزب الله العراقي؛ حيث يبدو أن الخلايا النائمة بدأت تتحرك بمنطقتنا، خصوصا أن التهديدات باتت واضحة، وعلى رؤوس الأشهاد. وهذا ما يختص بشبيحة الإعلام، أما السياسة، فهاهي بثينة شعبان، مستشارة الرئيس، تهدد تركيا، وتتوعد وزير خارجيتها بحال زار دمشق؛ حيث أُعلن أن أوغلو ذاهب هناك من أجل إيصال رسالة «حازمة»، لكن شعبان قالت إنه هو من سيسمع لغة «أكثر حزما»، والأدهى من ذلك كله أن شعبان تلوم تركيا لأنه لم يصدر عنها أي إدانة بحق «الجرائم الوحشية بحق المدنيين والجيش»! تخيلوا أن يقال هذا الكلام لتركيا التي تحتضن على أراضيها آلاف اللاجئين السوريين الذين فروا لتركيا بعد موجة القمع والعنف المرتكبة بحقهم من قبل أمن النظام السوري وشبيحته، فهل هناك افتراء أكثر من هذا؟! أما الموقف الثالث، فهو ما نُسب لمسؤول عسكري سوري، يقول فيه إنه حتى تاريخه لم تدخل دبابة واحدة إلى منطقة دير الزور، على الرغم من أن عدد القتلى فيها، من المواطنين السوريين العزل، حتى كتابة المقال، تجاوز الأربعين مدنيا، بحسب ما نقلته وكالات الأنباء العالمية، بسبب العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات النظام السوري في دير الزور! وعليه، فنحن أمام ثلاثة نماذج محسوبة على النظام السوري، إعلاميا وسياسيا وعسكريا، وكلها تهدد وتتوعد، تلميحا وتصريحا، وتحرف الكلم عن مواضعه؛ حيث تصور الأمور كيفما ترى، وليس كما يحدث على أرض الواقع، فكيف يمكن بعد ذلك كله الوثوق بنظام يتصرف المحسوبون عليه، على المستويات كافة، وكأنهم شبيحة الأمن الذين يغدرون بالعزل السوريين؟ حقا إنه نظام الشبيحة نقلا عن الشرق الاوسط السعودية