فيما كشف منشق عن تنظيم "داعش" عبر حسابه الشخصي في "فيسبوك" عن إجبار التنظيم الإرهابي أعضاءه على تناول حبوب مخدرة تسمى "الفدائية" قبيل تنفيذ العمليات الإرهابية، لكي يقوموا بالتنفيذ دون تردد أو خوف. كشف اختصاصيون عن مجموعة من العقاقير المخدرة التي تمنحها التنظيمات الإرهابية لأعضائها بجرعات زائدة، فتؤدي إلى الذهان، والأوهام، وجنون العظمة. حبوب الفدائية قال المنشق عن تنظيم داعش إن "التنظيم الإرهابي يقدم لأفراده قبيل تنفيذ العمليات الإرهابية حبوبا تسمى الفدائية، تجعل الذي يتناولها يخرج عن طور الإنسانية، وينفذ أي عملية توكل إليه دون تردد". وأضاف، أن "متعاطي تلك الحبوب تصدر عنه حركات غريبة، وسيكون قادرا على تنفيذ ما يطلب منه دون خوف"، مشيرا إلى أن هذه الحبوب لا تمنح إلا لمن سينفذ عملية إرهابية بوقت قصير، ليقوم بالعملية بحرفية عالية، وهو سبب ظهور منفذي هذه العمليات متماسكين ومصرين على إكمال مهمتهم.
سلوكيات خطرة تقول استشارية الطب النفسي والخبيرة الدولية للأمم المتحدة لعلاج الإدمان الدكتورة منى الصواف أن "هناك عدة أنواع من الحبوب التي تصنف ضمن المخدرات يستخدمها تنظيم داعش للتحكم في سلوك المنضمين له من الشباب وصغار السن، منها مجموعة تعرف بالمنشطات، تعطي لمتعاطيها نوعا من الجرأة والتهور، وتجعله يقوم بأفعال يريدها، ولكنه يحتاج لهذه الجرأة المفتعلة، وهذه الحبوب تدفع متعاطيها إلى سلوكيات خطرة، ابتداء من التفحيط، وهو ما يتسبب في الحوادث الكارثية، وقد يصل الأمر إلى القتل والتفجير". وأضافت، أن "المخططين لهذه الأفعال الإجرامية من زعماء داعش يطلقون عادة مسميات براقة على هذه الحبوب لإغراء الشباب الراغبين في استخدامها، ويخفون عنهم حقيقة الأمر". وأكدت الصواف أن "هناك نوعا آخر من الحبوب يستخدم لعلاج بعض حالات النوم الفجائي، يعطيها الإرهابيون للأفراد الذين سيقومون بتنفيذ عمليات إجرامية، وهي تجعل الشخص مستيقظا، ولكن دون تركيز، وعادة ما يتناولها الطيارون المحاربون قبيل تنفيذ الهجمات"، مشيرة إلى أن تناول هذه الحبوب لا يعفي الإنسان من المسؤولية الجنائية على ما يقترفه من جرائم. جرعات زائدة قال مستشار الإعلام الصحي والصيدلي صبحي الحداد إن "أفراد داعش يتعاطون مجموعة الأمفيتامين. Amphetamine، ولها عدة مسميات شعبية يطلقها مروجوها مثل الكونغو، والبازوكة، والفدائية نوع من الأمفيتامين تواجد في السبعينات الميلادية على هيئة حبة مكورة نوعا ما وصغيرة لونها أصفر منقوش بالزهري، وتسبب الدوار والنعاس، وتزداد الآثار سوءا بزيادة الجرعات، وتناول الكحول، أو أدوية أخرى معينة". وأضاف، أن "من العقاقير التي يتعاطاها الإرهابيون أيضا الببنزدرين، وهو من الأدوية التي تصرف بوصفة طبية لعلاج اضطرابات قلة الانتباه المصحوبة بفرط النشاط والحركة، واضطرابات النوم، والدوار، والدوران، وهو من المنبهات النفسية التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي، وتجعل مستخدمه يقظا باستمرار، ويستخدم أيضا كمنبه ومثبط للشهية"، مشيرا إلى أن شركات الأدوية العالمية أوقفت تصنيعه بسبب سوء استخدامه. وأوضح الحداد أن "عقار الأديرال أيضا من مشتقات الأمفيتامين/ ديكستروأمفيتامين Dextroamphetamine، وهو يسبب الإدمان إذا استخدم بجرعات عالية، أو تم تعاطيه لفترات طويلة". تسويق ودعاية أوضح الدكتور اللواء المتقاعد بركه الحوشان ل "الوطن" ان "الأسماء التي تطلق على المخدرات مثل الفدائية والهيمان والشجاعة نوع من عمليات التسويق والدعاية يقوم بها مروجو المخدرات لتوزيع منتجاتهم، ولا يخلو أي نوع من المخدرات عن توصيف ودعاية كاذبة، كما يطلقون عليها مسميات رمزية لتسهيل تبادلها بين المروجين والمستهلكين بسرية". وأضاف، أن "بعض الجماعات الإرهابية تجبر أعضائها على تناول عقاقير محددة، ومن بينها الأمفيتامين أو البنزيدرين، وهو نوع من المستنشقات المستخدمة لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض حاليا، وعادة ما توصف المنشطات الصيدلانية حسب وصف الطبيب المختص، وتؤدي إلى هبوط نشاط الدماغ، وتستهدف الناقلات العصبية، وتسبب آثارا عاطفية وإدراكية مثل النشوة، وتغير في الرغبة الجنسية، وزيادة اليقظة، وتحسين السيطرة الإدراكية، كما تؤدي إلى بطء ردات الفعل، ومقاومة التعب، وزيادة قوة العضلات". وأوضح الحوشان أن "الجرعات الزائدة من هذه الأدوية تضعف وظيفة الإدراك، وتؤدى إلى انهيار سريع للعضلات، كما تؤدي إلى الذهان والأوهام، وجنون العظمة"، مشيرا إلى أن الجرعات الترفيهية تكون عادة أكبر بكثير من الجرعات العلاجية المقررة، وتحمل مخاطر أكبر بكثير من الآثار الجانبية العادية.