فيما جددت وزارة الصحة تأكيداتها بأن الإبل هي الناقل الرئيس لفيروس كورونا، اعترف وكيلها للصحة الوقائية الدكتور عبدالله عسيري بعجز وزارته عن احتواء ومنع الفيروس من التفشي في منشآت الوزارة وبين العاملين فيها، مؤكدا عدم وجود إجراءات وقائية متبعة في مرافق الوزارة، لمنع تفشي المرض، حيث يتم اتخاذ هذه الإجراءات فقط في حال الاشتباه بوجود حالات مصابة. تشخيص 99 % من المصابين وصف الدكتور عسيري خلال مؤتمر صحفي عقد في مقر الوزارة بالرياض أمس إجراءات مكافحة العدوى المتبعة بوزارة الصحة ب"القياسية"، وأنها مبنية على تعريف الفيروس، إلا أنه أكد عدم قدرة الوزارة على تطبيق الإجراءات الوقائية على جميع الممارسين الصحيين في المرافق الصحية، كون تطبيق إجراءات مثيلة سيؤثر على مستوى العناية التمريضية، مضيفا أن الوزارة لا تستطيع إجبار العاملين على ارتداء الألبسة الواقية على مدى 24 ساعة. وأضاف: "تمكنا من الوصول إلى أربع تعريفات للمرض، وتم تشخيص 99 % من المصابين، إلا أن المشكلة الكبرى تكمن في عدم ظهور أعراض الإصابة بفيروس كورونا على بعض المصابين، وهذه مشكلة بالنسبة للعاملين الصحيين، وهي المشكلة نفسها التي عانت منها مستشفيات كبرى مثل مستشفيات الحرس الوطني، ومستشفيات كوريا، وأيضا كان سبب انتشار كورونا في مستشفى التخصصي بالقصيم، فقد كان المصاب مريض كلى لم تظهر عليه أعراض تنفسية ولا حرارة، وجميع العوامل تشير إلى أنه مريض كلى فقط، وتم تنويمه في غرفة مشتركة بجناح في المستشفى، وذلك كان كفيلا في انتشار العدوى"، مشيرا إلى أن عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا في القصيم 10 حالات، وهم عامل نظافة في المستشفى، وطبيب، والبقية من المنومين في المستشفى.
التوعية لا تصل شدد عسيري على "عدم وجود شك لدى الوزارة أن الإبل هي الناقلة لفيروس كورونا في المجتمع، وأن مخالطة الإبل خارج المنشآت الصحية تكون سببا في نقل العدوى، وخاصة صغيرة السن، بسبب وجود الفيروس الحي في جهازها التنفسي، وفي هذه الحالة لا تظهر عليها أي أعراض بالإصابة لأنها صغيرة السن وتحتاج رعاية، لذلك تكون مصدرا للعدوى". وأكد أن "جهود وزارة الصحة للتوعية عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي لا تصل لملاك ورعاة الإبل لأن الكثير منهم غير متعلمين، لذلك نسعى إلى نشر البروشورات في "البقالات" الموجودة على الخطوط السريعة القريبة من أصحاب الإبل والرعاة، كما سنبث عبر الراديو رسائل توعوية موجهة لهم". حليب الإبل بريء من الفيروس أكد وكيل وزارة الصحة للصحة الوقائية: أن "خبراء من مركز مراقبة الأمراض الأميركي يوجدون معنا لمراجعة جميع الحالات المصابة بالفشل الكلوي، والذين تعرضوا للإصابة بالفيروس العام الماضي، لمعرفة ما إذا كان لديهم أعراض خاصة بهم، لعلها تساعدنا على التعرف على أعراض الإصابة". واستبعد تلوث حليب الإبل بالفيروس، وقال إن "ضرع الناقة هو من يكون ملوثا بالفيروس، وذلك بعدما يقوم صغيرها المصاب بالرضاعة منها". وأوضح عسيري أن "الإبل الصغيرة في عمر السنتين تكون نسبة الإصابة كبيرة، وكلما صغر السن ووجدت في الأحواش التي تكون النظافة لديها متدنية، كلما كانت أكثر إصابة بالفيروس وناقلة له، أما الإبل التي في المراعي فنسبة الإصابة فيها قليلة جدا، وبالنسبة للحوم الإبل ففي حال تم طهيها جيدا لا يمكن أن تنقل الفيروس، ولكن من الممكن أن ينتقل أثناء التقطيع".