شكلت قضية ارتفاع الاقتراض بالدولار قلقا للشركات، إذ ذكرت صحيفة "إيكونوميست" البريطانية أن ديون الشركات في 12 اقتصادا ناشئا ارتفعت من 60 % من إجمالي الناتج المحلي في 2008 إلى 100 % في 2015، مشيرة إلى أنه كلما زاد تسارع الديون زاد تباطؤ إجمالي الناتج المحلي. الأسواق الناشئة أضافت الصحيفة أن الشركات الكبيرة في الأسواق الناشئة كانت قادرة على الاقتراض بالدولار بسهولة في السابق، وكانت كميات قروض الدولار المتوافرة للمقترضين من خارج الولاياتالمتحدة حتى وقت قريب تزداد بسرعة أكبر من القروض المتوافرة للمقترضين داخل الولاياتالمتحدة، مبينة أنه عندما كان الدولار ضعيفا والسيولة العالمية متوافرة، كانت الشركات خارج الولاياتالمتحدة تفضل الاقتراض بالدولار، لأن ذلك كان أرخص من الاقتراض بالعملات المحلية، وأدى تدفق رأس المال إلى رفع أسعار الأصول المحلية، بما في ذلك العملات، مما جعل الاقتراض بالدولار يبدو أفضل. صعود الدولار بينت الصحيفة أنه عندما بدأ الدولار يصعد تغير الوضع حينما كان ارتفاع الدولار مرتبطا بتغيير السياسة النقدية في الولاياتالمتحدة التي بدأت في 2013، عندما أعلن نظام الاحتياطي الفدرالي الأميركي أنه سيتخلى عن سياسة "التسهيل الكمي"، حيث كان البنك المركزي يشتري الأصول المالية للحفاظ على معدلات الفائدة. وأكد بعض المحللين أن هناك مبالغة في تضخيم مشكلة القروض بالدولار، موضحين أن دول مثل تشيلي وتركيا، تبدو فيها قروض الدولار كبيرة، لكن الحصة المتوسطة للدولار في قروض الشركات في الأسواق الناشئة لا تتجاوز 10 %. وقالت صحيفة "إيكونوميست" إن دائرة القروض الائتمانية تغيرت بشكل لافت في العام الماضي، حيث توقفت كمية قروض الدولار عن الازدياد في الربع الثالث من 2015، وهذه أول مرة يحدث ذلك منذ 2009، وبذلك أصبح الاقتراض بالدولار أصعب مما كان عليه من قبل. أسعار النفط يذكر أن أسعار النفط ارتفعت قليلا، لكن الدول المنتجة لا تزال تتأرجح من انهيار أسعاره في العام الماضي، وتبين القلق الأوسع حول عبء اقتراض الشركات في الأسواق الناشئة. قال رئيس شركة بيميكس النفطية التي تملكها الدولة في المكسيك إن الشركة تواجه أزمة سيولة، في حين أكدت شركة النفط الحكومية في ماليزيا أنها ستسرح بعض موظفيها، إضافة إلى اقتراض شركة بتروبراس البترولية البرازيلية العملاقة أخيرا 10 مليارات دولار من بنك التنمية في الصين. أبها: الوطن