فيما أكدت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني متابعتها لعناوين البرامج التدريبية المقدمة من قبل منشآت التدريب الأهلية، وعدم ترخصيها لأي برنامج يحمل عنوانه أو يتضمن محتواه أي إساءة، أوضح المتحدث الرسمي للمؤسسة فهد العتيبي، أن اللوائح المنظمة لمنشآت التدريب الأهلي تضمنت عقوبات حيال تلك الدورات، مشيرا إلى أن المؤسسة رصدت أخيرا إعلانات عن دورات، حملت عناوين غير لائقة وفيها إساءة، وهي دورات غير نظامية، ولم يتم الترخيص لها من قبل المؤسسة. وأشار العتيبي إلى أن هناك تنسيقا مع الجهات المعنية لمحاسبة القائمين عليها، والعمل على منع تكرار مثل تلك الدورات مستقبلا. مراقبة الدورات أشار العتيبي إلى أن المؤسسة تتولى متابعة ومراقبة الدورات التطويرية المقدمة عبر منشآت التدريب الأهلية بدءا من اعتماد الدورات للمنشأة، ومن ثم الإشراف عليها حتى انتهاء العملية التدريبية بشكل نظامي، وفي حال تأكدت المؤسسة من مخالفة أي منشأة مرخصة لأنظمة ولوائح التدريب الأهلي، يتم اتخاذ الإجراء النظامي بحقها وفقا للعقوبات المنصوص عليها في القواعد التنفيذية للائحة التدريب في منشآت التدريب الأهلية، والتي تتراوح بين الإنذار، والإيقاف المؤقت لرخصة التدريب، وقد تصل إلى حد إلغاء رخصة المنشأة بحسب نوع المخالفة وطبيعتها وتكرارها. أما في حال كانت المخالفة من فرد أو جهة غير مرخصة لدى المؤسسة، فيتم في هذه الحالة مخاطبة الجهات المختصة وتحديدا إمارات المناطق ومحافظي المحافظات لاتخاذ الإجراء القانوني حيالها. متابعة المدربين أكد العتيبي أن المؤسسة تتابع أي شكاوى أو ملاحظات حول المدربين وأدائهم، وكذلك عمل منشآت التدريب الأهلية بوجه عام، وأنها بصدد إطلاق بوابة إلكترونية خاصة للتدريب الأهلي. وقال إن جميع اعتمادات المدربين تكون تابعة لمنشأة تدريبية، ولا يوجد اعتماد لمدرب ممارس أو مدرب ينفذ الدورات بشكل شخصي، بل يلزم أن يكون معتمدا لمنشأة، وينفذ الدورات من خلال المنشأة المرخصة. شروط اعتماد المدربين * أن تتقدم المنشأة بطلب اعتماد المدرب. * أن يكون من حاملي الشهادة الجامعية في التخصص، ولا يقل تقديره عن جيد، مع خبرة لا تقل عن ثلاث سنوات، ويستثنى المدربون السعوديون من شرط الخبرة والتقدير. * يمكن للمدربين السعوديين من حاملي مؤهل الدبلوم لمدة سنتين المعتمد بعد الثانوية ولديهم خبرة الحصول على الاعتماد. * يجب أن تكون لدى المدرب غير السعودي كفالة نظامية باسم المنشأة أو مالكها وبمهنة مدرب أو ما في حكمها. * يمكن للمنشأة التعاقد مع مدربين سعوديين ممن يحملون المؤهل والتخصص المطلوب على أن يكون ذلك لعقد دورة تطويرية معينة دون الحاجة إلى اعتمادهم بشكل دائم للمنشأة. مواكبة المتغيرات ذكر المدرب استشاري التنمية البشرية الدكتور بشير صالح الرشيدي، أن الدورات التدريبية ظاهرة صحية في المجتمعات، وكلما زاد عددها أو تنوعت، دل ذلك على وعي المجتمع. وأضاف أن من يعيب على الدورات التدريبية هو المتخلف الذي يرى أن الحياة ثابتة، وأن معلوماته التي تلقاها في الجامعة أو في غيرها من المعاهد كافية، مؤكدا أهمية مواكبة التغيرات في المجتمعات البشرية. وأشار إلى أن السوق ينفث الخبيث، وأن الصالح للناس هو الذي يبقى، داعيا إلى ترك تلك الدورات للعرض والطلب، دون تدخل عوامل خارجية فيها، لأن الإنسان مسؤول عما ينفعه ويضره. الأكثر إقبالا قال الرشيدي: لم أقف على دراسة حول الدورات التدريبية الأكثر إقبالا، لأن القضية تحتاج بحوثا لمعرفة ذلك، ولكني أرى أن حاجة الناس إلى دورات التوعية بالذات والعلاقات هي من أكثر الدورات قبولا وإقبالا، وهذا يعود إلى حاجة الإنسان لمعرفة ذاته، والتعامل مع علاقاته وضبط انفعالاته، وتحقيق غاياته، وربما تكون هذه الإجابة منحازة نظرا لكوني أحد الممارسين في هذا الميدان، لأن الإنسان أسير محيطه الخارجي، فهذا الذي أراه في السوق حسب معلوماتي. تضليل الناس أوضح محمد المخلفي أن أثر هذه الدورات لن يتجاوز المعارف والمعلومات الجديدة في مجال العقل والتفكير، ويبقى تحسين التفكير ورفع المهارات العقلية مرتهنا بسلسة من الإجراءات والممارسات. وأضاف ماجد العقيل أن أخطر مظاهر التدريب، ما ظهر أخيرا من دورات التفكير وتحسينه وتطويره، وهي من أكثر ما يضلل الناس، إذ إن منهجية التفكير وطرق التفكير وأنواعه سلوك ذهني معقد، يتشكل من خبرات وتجارب وأساليب مورست في التعليم والتنشئة، ثم يزعمون أنه سيتغير بعد دورة لا تزيد في الغالب عن ستة أيام.