كشفت وثيقة أميركية تم رفع السرية عنها أن زعيم تنظيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن، كان يخطط للسيطرة على القوات المسلحة الباكستانية وزعزعة الاستقرار. وأضافت أنه كان يعتقد أن الهند تخطط للهجوم على باكستان، انتقاما من قيام منظمة "جماعة الدعوة، التي تتخذ من لاهور مركزا لها، بالهجوم على مدينة مومباي عام 2008. وتقوم تصورات ابن لادن على فرضية أن الولاياتالمتحدة أعدت خطة لتقسيم باكستان إلى خمس أو ست دويلات، وأن تلك الخطوة ستتحقق من خلال شن الهند هجوما كاسحا على باكستان، إما وحدها أو بالتعاون مع واشنطن. وبرَّر نظريته بحقيقة أن البحرية الهندية شاركت نظيرتها الأميركية والأسترالية واليابانية في مناورات بحرية في البحر العربي، إضافة إلى مشاركتها القوات البريطانية الخاصة في مناورات عسكرية بمرتفعات سياجين المطلة على طريق قراقورم العملاق الذي يمر في أنفاق جبال الهملايا التي تربط الصينبباكستان، وتشكل خطا هاما للإمدادات العسكرية الصينيةلباكستان في حالة نشوب حرب بينها وبين الهند. وفي تحليله للوضع الاستراتيجي في جنوب آسيا، ذكر ابن لادن التقارب الأميركي مع الهند، حيث وقَّعت واشنطن اتفاقية التعاون النووي مع الهند، رغم أنها من الدول النووية التي ترفض التوقيع على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة الفتاكة، مما سيمكن الهند من الحصول على التكنولوجيا النووية المتقدمة وزيادة إنتاج المواد القابلة للانشطار، لاسيما مادة البلوتونيوم التي تستخدم في صناعة الأسلحة النووية والقنابل الهيدروجينية ذات القدرة التدميرية الضخمة. كما ساعدت واشنطننيودلهي في مجال صناعة الصواريخ ومكنتها من الحصول على أقمار صناعية إسرائيلية الصنع وإطلاقها ووضعها في مدار خاص للتجسس على المنشآت العسكرية والنووية الباكستانية. واستنتج ابن لادن أن تلك الخطوات تنبئ بأن المنطقة مقبلة على حرب في منتهي الخطورة، لاسيما أن المخابرات الهندية صعدت في تدخلها بالشأن الداخلي الباكستاني. وطلب ابن لادن من قيادات تنظيم القاعدة بالتقدم نحو إقليمي بلوشستان وخيبر بختونخواه المتاخمين لأفغانستان، من أجل إضعاف الحكومة فيها. رؤية وتوقعات نظرا لأن المخابرات المركزية الأميركية هي التي سربت وثائق ابن لادن بعد أن كانت سرية منذ سنة 2011، فإن الغرض من نشرها هو إيصال رسالة إلى باكستان بأنها سوف تتفكك في حالة إصرارها على عدم تجميد البرنامج النووي، وسحب الأسلحة النووية ووضعها في مخازن مأمونة. وأبلغت واشنطن هذا الطلب لمستشار رئيس الوزراء، سرتاج عزيز عندما زارها أوائل الشهر الجاري، لكنه رفض ذلك مؤكدا ضرورة فرض نفس الشروط على الهند كي تستجيب باكستان.