أكد وزير الخارجية عادل الجبير، أن زيارة ولي العهد لفرنسا التي انتهت أول من أمس كانت ناجحة، وكان هنالك توافق كبير في وجهات النظر بين الطرفين السعودي والفرنسي تجاه حل العديد من قضايا الشرق الأوسط. وأضاف الجبير خلال مؤتمر صحفي في باريس، أن مواقف المملكة وفرنسا فيما يتعلق بسورية ودعم المعارضة السورية هي مواقف متطابقة ومكملة لبعضها البعض منذ أن بدأت الأزمة السورية، وتؤكد وجوب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار لاستئناف أو البدء في العملية السياسية للوصول إلى الانتقال في السلطة بسورية بموجب مبادئ إعلان جنيف 2، وقال "يجب أن يكون رحيل الأسد في بداية العملية الانتقالية وليس في نهايتها"، مبينا أن "الأمر لن يستغرق 18 شهرا". وأشار الجبير إلى أنه كان هنالك تطابق في وجهات النظر على كل المواضيع، سواء الملف السوري أو العراقي، أو تدخلات إيران في شؤون المنطقة، واليمن، وليبيا، ومواجهة الإرهاب، والتعاون الثنائي بين البلدين، سواء في المجال الأمني أو المجال العسكري أو الاقتصادي أو التشاور السياسي، مؤكدا أن هذا ليس بغريب، لأنه يعكس العلاقات الاستراتيجية والتاريخية القائمة بين البلدين ورغبة قيادتي البلدين في تعزيزها وتكثيفها في كل المجالات". وتأتي تصريحات الجبير قبل أيام من الموعد الذي تستهدف الأممالمتحدة استئناف محادثات السلام فيه في مسعى لإنهاء الحرب المستمرة منذ خمسة أعوام في سورية. وعلى صعيد آخر، لفت الجبير إلى أن المملكة ستستلم شحنة من الأسلحة الفرنسية كانت قد طلبتها في الأصل من أجل لبنان، وقال "اتخذنا قرارا بأننا سنوقف منح الجيش اللبناني مساعدات عسكرية بثلاثة مليارات دولار، وبدلا من ذلك سنعيد توجيهها إلى المملكة، مبينا أنه سيتم استيفاء العقود مع فرنسا، لكن المشتري سيكون الجيش السعودي". نجاح زيارة ولي العهد توالت أمس ردود الفعل على زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف إلى فرنسا، والتي انتهت أول من أمس، والتقى خلالها ولي العهد بالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء، إيمانويل فالس، وعدد من الوزراء، حيث تم استعراض العلاقات الثنائية بين المملكة وفرنسا والسبل الكفيلة بدعمها وتعزيزها في المجالات كافة، كذلك تمت مناقشة آخر تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والجهود المبذولة تجاهها وموقف البلدين الصديقين منها. وأجمعت تقارير على نجاح الزيارة، مشيرة إلى أنها تأتي في سياق التطور الكبير بسياسة الرئيس هولاند التي ركزت على تعزيز التعاون الثنائي مع المملكة، والانفتاح على الدول العربية، إضافة إلى موقفه الواضح من الأزمة السورية، ووقوفه القوي ضد نظام بشار الأسد، وكونه أول رئيس دولة أوروبية يعلن سقوط شرعية الأسد، وعدم إمكانية لعبه أي دور في مستقبل بلاده خلال الفترة المقبلة.
مكافحة الإرهاب أشارت التقارير إلى البيان المشترك الصادر عن الزيارة بما تضمنه من توافق سعودي فرنسي حول كثير من القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وإعراب المملكة عن دعمها للمبادرة الفرنسية الرامية إلى عقد مؤتمر دولي لاستئناف المفاوضات المتوقفة بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ سنوات. وأشارت التقارير إلى تجديد الرياضوباريس لموقفهما الداعم للشرعية في اليمن والجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي دائم للأزمة التي تمر بها العراق، كذلك التزام المملكة وفرنسا بمحاربة الإرهاب والعمل في إطار التحالف الدولي ضد داعش ودعم الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار في المنطقة، ومن بينها تشكيل التحالف الإسلامي المناهض للإرهاب.