أكد أستاذ العقيدة، رئيس إدارة الأمن الفكري بجامعة حائل الدكتور أحمد الرضيمان أننا لسنا بحاجة لأي حزب أو تنظيم أو جماعة، لا الإخوان أو غيرهم من الأحزاب المحدثة، مشيرا إلى أن السعوديين إخوان تحت إمام عادل يرى الخير. وأشار إلى جواز التعامل مع الكفار، مؤكدا أن التعامل معهم لا علاقة له بالولاء والبراء. جاء ذلك خلال لقائه بطلاب كلية الهندسة في جامعة حائل أول من أمس ضمن ندوات ولقاءات الأمن الفكري مع طلاب الجامعة. استهداف المملكة أوضح الرضيمان في بداية اللقاء مكانة الطلاب العلمية، وما يعول عليهم تجاه قيادتهم ووطنهم ومجتمعهم من الإسهام في التنمية الشاملة. وأشار إلى أن المملكة مستهدفة من أعداء الإسلام، ومن كل من سفه نفسه ممن أجر عقله للتنظيمات الهالكة، التي ترفع شعارات ظاهرها دعوى نصرة الإسلام، وحقيقتها العداء للإسلام. وأرجع الدكتور الرضيمان أسباب عداء هؤلاء للمملكة لأنها تحكم بالشريعة وتطبع المصحف الشريف وتترجم معانيه إلى لغات العالم وتوزعه مجانا، وغيرها الكثير من الخدمات الجليلة التي تقدم للمسلمين في شتى بقاع العالم. ودعا طلاب كلية الهندسة، التي تضم شتى الجنسيات العربية، إلى التكاتف والتضامن للدفاع عن هذا البلد، كونه يضم بين جنباته أطهر بقعتين على الأرض، مشددا في الوقت ذاته على أهمية الوقوف صفا واحدا ضد كل من تسول له نفسه العبث بأمن هذا الوطن المعطاء. التعامل مع الكفار شهدت المحاضرة مداخلات من الطلاب، كان لها الأثر الأكبر في تبيان معاني وأهمية الأمن الفكري، إذ علق الرضيمان على سؤال لأحد الطلاب حول التعامل مع الكفار ومخالفة ذلك لمنهج الولاء والبراء، مجيبا بأن التعامل مع الكفار لا علاقة له بالولاء والبراء، فرسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو قدوتنا - تعامل مع الكفار، ومات ودرعه مرهونة عند يهودي بشعير اشتراه لأهله، كما عقد صلحا مع الكفار في الحديبية، رغم أذيتهم له عليه الصلاة والسلام وصحابته. وأضاف أن بغض الكفار لا يعني الاعتداء عليهم حيث ورد في القرآن الكريم قوله تعالى (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا) أي: لا يحملكم بغضكم للكفار بسبب منعهم لكم عن المسجد الحرام على الاعتداء عليهم، وما تسلط الكفار على المسلمين إلا بسبب افتيات كثير من الشباب على ولاتهم، ودخولهم تحت رايات جاهلية. وقال إن عدد سكان المملكة يقترب من 30 مليونا أو أقل، بينما نسبة أتباع هذا الفكر لا تكاد تذكر، فلا نهول أمرهم، وهم مدحورون، وأمرهم إلى زوال. وردا على سؤال آخر عن الاستعانة بالكفار، أجاب الرضيمان بأن هذا صحيح، والرسول عليه الصلاة والسلام استعان بالكفار عند الحاجة، والصائل المعتدي يجب منعه، سواء كان كافرا أو مسلما أو منتسبا للإسلام وليس بمسلم، وحتى لو كان ضمن تحالف مع الكفار، ودليل ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ستصالحون الروم صلحا أمنا، فتغزون أنتم وهم عدوا من ورائكم فتسلمون وتغنمون.." والروم هم النصارى. وشدد الرضيمان على أن أمور الحرب والمعاهدات والاتفاقات موكولة لولي الأمر، وليست لأحاد الناس، وليس لأحد من الرعية أن ينازع الأمر أهله. حفنة ضالة أجاب الرضيمان على سؤال عن انضمام بعض منحرفي الفكر من أصحاب الشهادات العليا إلى المنظمات الإجرامية، قائلا: إن من خالف وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم"، ولم يرجع إلى الراسخين في العلم، وأجر عقله لأهل الأهواء في وسائل التواصل التي يديرها أعداء الإسلام بأسماء وهمية، لا يستغرب منه أن يكون ظهيرا للمجرمين، وأداة لهم، سواء كان مهندسا أو طبيبا أو قارئا، أو منتسبا للعلم الشرعي، فأتباع هذا التنظيم الغاشم ليسوا كثيرين، لكن يجب كشف شبهاتهم، وعدم التقليل من شأن أفكارهم الشيطانية، مهما كان عددهم قليلا.