أثارت الحقائق التي كشفتها "الوطن" عبر سلسلة من الحلقات في ملف "إيران السياسة والمذهب"، وكذلك تناولها الانتخابات "الوهمية" لمجلسي الشورى والخبراء الإيرانيين، وأكاذيب الحوثيين، حفيظة الإعلامين الإيراني والحوثي وأذرعهما مثل وكالة "تسنيم" وموقع "رجا نيوز" اللذين دأبا على مهاجمة "الوطن" وتلفيق الأكاذيب، دون أن يقدما ما يثبت نقيض الحقائق التي أوردتها. توجع الحقيقة أصحاب الوهم ومعتنقيه ومروجيه، فتقض مضاجعهم، وتربك حساباتهم، وهم الذين أقاموا لأكاذيبهم أضرحة ومقامات ومزارات، عرتها حقائق كثيرة دأبت "الوطن" على الاهتداء إليها، ونشرها، وتسليط الضوء عليها، لفضحها على الملأ، إحقاقا للحق، وتأكيدا على الرسالة المهنية التي تؤكد على أهمية كشف الحقائق وإزاحة المزيف. وأثارت الحقائق التي دأبت "الوطن" على نشرها، أوجاع الإيرانيين والحوثيين وهي تكشف تضليلهم وأكاذيبهم، فأطلقوا أبواقهم في حملات مسعورة للنيل منها، ومحاولة التشويش عليها بمختلف السبل. وكانت "الوطن" قد تناولت عبر سلسلة من الحلقات في ملف "إيران السياسة والمذهب" الدور الذي تمارسه طهران لتقويض الأمن في المنطقة، وسعيها لإخضاع الولاءات والهويات والأقليات للهيمنة الفارسية عبر السيطرة عليها بشكل مركزي جامد، متبعة مبدأ "فرسنة" الهوية العرقية، ومستخدمة أذرعها، وتكتيك الحروب بالوكالة لتقويض الأمن، والتدخل في شؤون دول الجوار، وغيرها من الدول الأخرى. كما تناولت "الوطن" في عددها الصادر أمس الانتخابات "الوهمية" لمجلسي الشورى والخبراء الإيرانيين، مستمدة معلوماتها مما رصدته وكالات أنباء إيرانية وعالمية، أجمعت بشكل شبه تام على التزوير في الانتخابات، وعلى أن هذه "الانتخابات الوهمية" ليست إلا صراعا على قمة السلطة في طهران، وإخفاء للأخطاء الجسيمة بحق الشعب الإيراني. ولأن الشمس لا تحجب بالغربال، فقط انبرت وكالة تسنيم الدولية للأنباء لتلفيق الأكاذيب، ومهاجمة "الوطن" والإساءة إليها عبر كيل اتهامات مُرسلة جزافا، دون حتى أن تقدم ما يثبت نقيض الحقائق التي أوردتها الأخيرة في تقريرها أمس. وقالت "تسنيم": "أغلب الدول الأجنبية التي لديها انتخابات، اهتمت بالانتخابات الإيرانية. النظام السعودي ومن أجل صرف الرأي العام السعودي عن الانفتاح السياسي وإجراء الانتخابات الديمقراطية في إيران والتي كانت مستمرة خلال حرب الثماني سنوات مع صدام، وهي الحرب التي دعمها السعوديون وبعض الأنظمة الرجعية العربية، فإنه يفتعل هذا الهجوم بهدف الإساءة لانتخابات مجلس الخبراء والشورى. لذلك فإن هجوم وسائل الإعلام السعودية في الأيام الأخيرة ضد الشعب الإيراني يأتي لمنع تأثر الرأي العام في السعودية وبلدان عربية أخرى من امتلاك الشعب الشعب الإيراني حق تقرير مصيره. وبهذا الخصوص قادت صحيفة "الوطن" السعودية - حسب موقع تسنيم - حملة إعلامية ضد إيران استخدمت فيها الصحيفة كلمات سيئة ضد الديمقراطية لشل معتقدات المؤمنين ومهاجمة ولاية الفقيه، وادعت ادعاءات كاذبة ضد مبدأ ولاية الفقيه من أجل تدمير مجلس صيانة الدستور. واستمرت الصحيفة المقربة من آل سعود في نشر الدسائس بين مكونات المجتمع الإيراني، وادعت عزلة وتهميش الأقليات في إيران. وعلى الرغم من هذه الأكاذيب التي لفقتها الصحيفة، وبعض وسائل إعلام الدول العربية الرجعية، إلا أن إيران أقامت أكثر من "30" عملية انتخاب بكل شفافية ونصر ونزاهة".
وكالة بلا مساحات للحرية تتعرض ل"الوطن" قال مدير مركز الدراسات الإيرانية في لندن، الدكتور حسن راضي ل"الوطن"، إن "تسنيم الإيرانية التي أساءت إلى "الوطن" تفتقر لأي مساحات من الحرية، وهي وكالة عنصرية تتبع الحرس الثوري مباشرة، وهي معروفة بتوجهها في تأجيج الخلافات بين القوميات من أحواز وكرد وغيرهم". وأضاف "تأتي مهاجمتها ل"الوطن" دليل حقد كبير من النظام الإيراني وأبواقه الإعلامية، خصوصاً والسعودية حققت إنجازات كبيرة، وتسير بخطوات متزنة في مواجهة سياسات إيران التوسعية في المنطقة، و"الوطن" كشفت وفضحت ملفات كثيرة عن المشروع الإيراني، وزيف سياسات النظام وخداعه". وتابع "هناك انزعاج كبير من الصحف السعودية، خاصة "الوطن"، وهناك صيحات وصرخات من النظام الإيراني والإعلامي، خاصة خلال هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها إيران والمنطقة، لذا سلكت "الوطن" بجانب الصحف السعودية طريقا أوجع النظام الإيراني، وكسر بقوة صوته الإعلامي، ونشرت "الوطن" كثيرا من الأخبار والتقارير التي يتم تناقلها حتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فسلطت الضوء بشكل كبير على الداخل الإيراني، وتناولت قضايا فعلية داخل المجتمع الإيراني". وأكد راضي وجود مراكز ومؤسسات في إيران تقوم بمتابعة الإعلام السعودي، خاصة "الوطن" تتولى ترجمة ما يتطرق إليه هذا الإعلام، وتعرضه للمسؤولين هناك، وهذا يلعب دورا مؤثرا، وقد أحدثت "الوطن" تشويشا كبيرا حتى على الانتخابات، ولذا جاء تهجم "تسنيم" ردة فعل للأثر الذي خلقته صحيفتكم بالداخل الإيراني. إعلام إيران: "الوطن" تقود حملة ضد ولاية الفقيه فيما تلقت "الوطن" أنباء من مصادر وثيقة الاطلاع داخل الفصائل العسكرية للشعوب غير الفارسية في إيران، عن اقتراب الفصائل التابعة للأحواز والبلوش من تنفيذ عمليات عسكرية تستهدف النظام الإيراني، وصفت وسائل إعلام إيرانية صحيفة "الوطن" بأنها تقود حملة ضد ولاية الفقيه. وكان الإعلام الإيراني اتهم "الوطن" في وقت سابق بأنها "تسعى لزرع الفتنة داخل إيران"، وسبق ذلك دعوة الإعلام الإيراني الصحف العربية لعدم الاقتداء بما تقوم به "الوطن" تجاه النظام الإيراني، بعد أن فتحت ملف الشعوب غير الفارسية والإعدامات السياسية التي تفتقر لأدنى الحقوق العدلية. وذكرت وسائل إعلام إيرانية أمس أن "الصحيفة تقود هجوما واضحا على مبدأ ولاية الفقيه ومجلس صيانة الدستور".
رجا نيوز شن موقع "رجا نيوز" الإيراني شبه الحكومي، حملة شعواء ضد منظمة التحرير (حزم) الأحوازية وضد رئيس لجنتها التنفيذية الدكتور عباس الكعبي، وفقا لما نقلته فضائية "العالم" الإيرانية الرسمية الناطقة بالعربية، وذلك بسبب فضح المنظمة والكعبي بعض جرائم النظام الفارسي في صحيفة "الوطن" السعودية. وجاء هجوم الصحيفة الإيرانية على "الوطن" التي نشرت تصريحات للكعبي تحت عنوان "المنظمة الوطنية حزم" تدعو قادة دول الخليج العربي إلى مشاركتها في مشروع لدرء المخاطر الفارسية". وكانت المنظمة قد وجهت خطابا إلى قادة دول الخليج بُعيد انتهاء قمة الدوحة عبر "الوطن" قالت فيه "طالما تدرج دول الخليج على الدوام ملف الأمن الإقليمي في صدارة أعمالها، فإننا نؤكد أن إشراك أشقائكم الأحوازيين في أي مشروع عربي إقليمي من شأنه درء المخاطر الفارسية التي تعصف بدولنا العربية". وهاجم الموقع "الوطن" متهما إياها بمحاولة التأثير على الإيرانيين.
واقعية "الوطن" تقلق الحوثيين في تناغم إعلامي، مارس الحوثيون الانقلابيون في اليمن دورا مماثلا للإعلام الإيراني، حيث استفزتهم الحقائق والواقعية التي تعاملت بها "الوطن" خلال تغطيتها لعاصفة الحزم وإعادة الأمل، حتى إن القيادي المنشق عن الجماعة، الشيخ عبدالناصر العوذلي، قال "عشت بين الحوثيين قياديا، واليوم منشقا عنهم، وقد عاصرت مرحلتين، وللتاريخ أؤكد أن "الوطن" واكبت الأحداث في اليمن في مشهدها السياسي والعسكري والميداني، وأخذت على عاتقها فضح هذه الميليشيات وأجهزة الإعلام التي تروج لها، ونقلت كثير من القنوات الفضائية عنها، حيث وضعت يدها على الجرح مبكرا، واستطاع مشرطها إجراء عمليات ناجحة، وقد فضحت أدوار إيران وحزب الله وتعاونهما مع الميليشيات، وجارت الأحداث، لكن للنجاح أعداء، لذا فإن بروز "الوطن" عرضها للهجوم". وأضاف "ليس سرا أن "الوطن" كانت أول صحيفة تصل إليّ شخصيا بعد الانشقاق، كما وصلت إلى علي سالم البيض وناصر محمد، وكل الوزراء والمسؤولين، كما تناولت المخلوع والحوثي وكشفت كثيرا من أدوارهما، وهذه الانفرادات والسبق جعلاها محل ترقب من الآخرين، وذلك بقلق شديد خشية أن تكشف فضائحهم، وقد أقلقت الحوثيين ومن قبلهم الإيرانيين لمتابعتها الدقيقة ومصداقيتها وواقعيتها، ولذا يحرص الجانب الآخر على تكذيبها لأن هذا ديدنهم، وليس لديهم أمام الواقع غير ذلك، وكمتابع ل"الوطن" منذ عملي باللجنة الثورية التابعة للحوثيين وحتى اليوم كمنشق أجدكم عين الحقيقة والمصداقية، وأعرف الشخصيات التي تستضيفونها ومصداقية ما تنشرونه". وأضاف "أسلوب الحوثيين اتسم بالتضليل والتكذيب، وهذا يعود للعلاقة بينهم وبين الإيرانيين وحزب الله، والشراكة بين هؤلاء لا تقتصر على جبهات القتال بل تجاوزتها لنهج إعلامي موحد يحارب المملكة ويستهدف إعلامها لتضليل الرأي العام". "العربية": وسائل إعلامية فارسية تهاجم "الوطن" رصدت قناة "العربية" في تقرير موسع لها الهجوم الذي مارسه الإعلام الإيراني وذيوله، والمغالطات التي وقع في حملته المسعورة على "الوطن"، وقال التقرير: "منذ بداية عاصفة الحزم، وحتى انتهائها، والحملات الإعلامية التي تحاول تشويه أهدافها مستمرة. القنوات التلفزيونية الإيرانية والتابعة لها، كانت تبث أخبارا وصورا غير صحيحة، ولم تقف عند هذا الحد، بل امتدت أيضا لتصل إلى عدد من المواقع الإلكترونية، وكذلك عبر معرفات مؤيدة للحوثي وصالح، ضد عاصفة الحزم والتحالف، تنشط على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" يوجد عدد من الحسابات التي تحاول الإساءة إلى أهداف عاصفة الحزم والدول المشاركة فيها، ولكن أحد هذه الحسابات، والذي يظهر من الاسم أنه يعود إلى يمني وبالتحديد حوثي، نسي في إحدى التغريدات أنه يتحدث من خلال حساب عربي يمني، فرد على أحد المغردين باللغة الفارسية، فهل يتقن اليمنيون اللغة الفارسية؟!. قادة هذه الحرب الإعلامية استخدموا أيضا أسماء كُتاب سعوديين معروفين، من خلال كتابة مقالات محتواها دائما ما يكون فشل عاصفة الحزم ونسبها إليهم، ولكن يبدو أنهم حقا يجهلون معلومات هؤلاء الكتاب السعوديين، ومن الأمثلة على ذلك، مقال مكذوب نُسب إلى تركي السديري رئيس تحرير صحيفة "الرياض"، كتب بجانب اسمه في المقال، جريدة "الوطن" السعودية، قاصدين بذلك أن هذا المقال نشر في صحيفة "الوطن"، فكيف لرئيس تحرير صحيفة "الرياض" أن ينشر مقاله في صحيفة "الوطن"؟!. هذه الحرب الإعلامية المتناقضة التي تعتمد على الكذب والافتراء هي بالتأكيد ردة فعل لعاصفة الحزم التي أفشلت المشروع الإيراني في المنطقة، ولم يجدوا إلا هذه السبل الكاذبة التي لم يستطيعوا أن يجيدوها".