نحن مجتمع اللهب ، لو تأملت سولكياتنا ، و نظرت عن كثب مدى حقدنا على من يخالفنا ، لتنبأت بموتنا قريبا . إلا أن نتصالح مع بعضنا ومع غيرنا. نحن فئة نقف أمام مرآة الحقيقة مكفهرين ، نحاول جاهدين أن ننتقص من البشرية ،لنكون أفضل السيئين ، و مُدّت لنا صُحف الحقيقة فنبذناها، همنا لُقمة عيشنا ، و تطابق بعضنا في التفكير ، إن تجرأ السفيه على نقدنا ، دسنا نقده ، ثم تربصنا به، فإن زلت قدماه افترسناه و أكل لحمه خاصتنا و عامتنا .ذلك بأنا أهل الفضيلة ، ما تبريرنا في أفعالنا سوى أنا استترنا بالنص المقدس ، فإن تورطنا ، لوينا عنقه ، و العامة تُابعون لأهل المظاهر ،و قذفنا في قلوب المؤمنين أنّنا لحومٌ مسمومة ، ونقدنا مذموم ، و ما أحد خالفنا إلا سخط الله عليه . نحن جماعة لا نأخذ بنصوص الإسلام جميعا ، ما استطعنا أن نجعله هيمنة على العباد أخذنا به و ربينا النشء عليه ، أما ما فيه خير للناس كافة سكتنا عنه ،حتى غدا فهمنا للإسلام أنه دين عُصبة و عصبية ، و نفاق و همجية. رمينا بمفاهيم الإسلام السامية وراء ظهورنا. و بين يدينا تحريف للنص الشرعي أو تأويل باطل له . فأصبحنا سببا في تنفير الناس من هذا الدين العظيم، فكيف لا و نحن نهلك بعضنا بعضا. تكفيرا وتفسيقا. و الضحية جيلٌ تربى على أيدينا ،أقحمناه في الصراع عوضا عن الإبداع والتفكير فإما أن تكون معي بالكلية أو تكون ضدي بالكلية ، لا وسطية في ذلك . و ضحيتنا الأخرى هو هذا الوطن الطيب ، حيث أشغلناه بتناحرنا ، لا وجود لمصطلحات البحث العلمي في نقدنا ، سوى مهاترات نسوقها للمجتمع فيحملها و يضرب بها بعضه البعض ، فلا هو الذي يبني أفكارا و علما و لا هو الذي عاش في طمأنينة و انسجام مع أفكاره و آرائه . والوطن كلما تقدّم خطوة للأمام ، أشغلناه بالتفاهات. و صراعنا صدعُ في وحدتنا ، و ضمور في تنميتنا. نردد أن الوطن للجميع و المهم أن دماغ الجميع لنا!. و السلام عليك أيها الوطن ، يوم يؤذونك، و حين يتعصبون على بعضهم.