أكد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي إبراهيم النعيمي، أن المملكة العربية السعودية لم تعلن الحرب على النفط الصخري أو الإنتاج من أي دولة أو شركة بعينها، وتسعى إلى تحقيق الاستقرار في أسواق النفط، وتتواصل بشكل دائم مع جميع المنتجين الرئيسيين، في محاولة للحد من التقلبات، وتسعى للتوصل إلى توافق جماعي، وترحب بأي عمل تعاوني. أضاف النعيمي "إننا سنظل ملتزمين بتلبية جزء كبير من الطلب العالمي على الطاقة على أسس تجارية بحتة، فنحن لا نسعى إلى الاستحواذ على حصة أكبر في السوق". جاء ذلك، في كلمة ألقاها أمس في أسبوع كامبريدج لأبحاث الطاقة "سيرا" في مدينة هيوستن، بولاية تكساس الأميركية، عن السوق البترولية الدولية، والتحديات التي تواجهها، والسياسة البترولية للمملكة، ومدى تأثير التغير المناخي. ظروف السوق وتابع قائلا: اسمحوا لي أن أؤكد مرة أخرى، كي يسجل التاريخ أننا لم نعلن الحرب على النفط الصخري أو الإنتاج من أي دولة أو شركة بعينها، فما نقوم به لا يختلف مطلقا عما يقوم به أي ممثل لقطاع الطاقة في هذه القاعة، فنحن نعمل على التعاطي مع ظروف السوق الصعبة والمليئة بالتحديات، ونسعى للوصول إلى أفضل النتائج الممكنة في بيئة تتمتع بمستويات عالية من التنافسية. ومن شأن الأسواق التي تتسم بالكفاءة أن تحدد أين سيستقر السعر الهامشي للبرميل على منحنى التكلفة. ومن ثم، فالضرورة تحتم على منتجي البترول عالي التكلفة السعي إلى إيجاد طريقة لخفض التكاليف، أو اقتراض الأموال أو توفير السيولة النقدية، وهذا يبدو صعبا، وللأسف هو كذلك، لكن هذه هي الطريقة الأكثر فعالية، لإعادة التوازن للأسواق.
إعادة التوازن أفاد النعيمي أنه بالعودة إلى نوفمبر 2014، وتحديدا خلال اجتماع منظمة أوبك، كان هناك لغط بين جهات عدة حول نية المنظمة خفض إنتاجها لكبح جماح هبوط الأسعار. لكن سوق النفط أكبر بكثير من منظمة أوبك. لقد حاولنا جاهدين جمع كل الأطراف، سواء من داخل أوبك أو من خارجها، سعيا للتوصل إلى اتفاق جماعي. لكن للأسف غابت الرغبة في تحمل جزء من العبء. لذا، فقد تركنا الأمر للسوق بوصفها الطريقة الأنجع لإعادة التوازن بين العرض والطلب. وبيّن النعيمي أن الطلب على النفط كان، وما يزال، قويا، وكل ما يمكن إثارة الجدل بشأنه لا يعدو كونه مجرد نسبة ضئيلة صعودا وهبوطا، لكن بيت القصيد، إن جاز التعبير، هو أن معدلات الطلب العالمي تفوق 90 مليون برميل في اليوم، وسترتفع على المدى البعيد. الطاقة المتجددة وفي ختام كلمته، بين النعيمي أنه من غير المعقول أن تتمكن مصادر الطاقة المتجددة وحدها من توفير إمدادات الطاقة الحيوية التي يحتاج إليها سكان العالم المتزايدة أعدادهم على مدى العقود المقبلة. وببساطة، فإنني أرى أنه ليس من العدل أن تملي الدول المتقدمة على بلاد الدول النامية ما يمكنها أو ما لا يمكنها القيام به لتلبية احتياجاتها من الطاقة. ويجب علينا أيضا، ألا نتجاهل الحملة المضللة التي تحمل عنوان "لنبقها في باطن الأرض"، على أمل أن تتلاشى ويمحى أثرها. ولطالما صُورت صناعة النفط على أنها الجانب المظلم، بينما هي في الواقع ليست كذلك. إنها القوة، نعم القوة، لكنها قوة من أجل الخير. وجدد النعيمي التأكيد على أن هذا القطاع هو قطاع متقلب صعودًا وهبوطا، ونحن الآن نواجه هبوطا مؤلما، لكن السوق ستستعيد توازنها وسيرتفع الطلب. السياسة البترولية تحدث النعيمي عن السياسة البترولية للمملكة في هذه الأوقات الصعبة، قائلا: أولا: تظل المملكة ملتزمة بتلبية طلب عملائنا ثانيا: إننا نستثمر مبالغ طائلة للاحتفاظ بطاقتنا الاحتياطية الحيوية للمساعدة في تلبية الطلب الإضافي، أو التعاطي مع انقطاع الإمدادات العالمية إذا دعت الحاجة إلى ذلك. وقد قمنا بذلك في أعقاب إعصار كاترينا، على سبيل المثال ثالثا: تسعى المملكة إلى تحقيق الاستقرار في أسواق النفط. وفي هذا السياق، فإننا نتواصل بشكل دائم مع جميع المنتجين الرئيسيين في محاولة للحد من التقلبات، ونسعى للتوصل إلى توافق جماعي، ونرحب بأي عمل تعاوني أخيرا: فإننا نظل ملتزمين بتلبية جزء كبير من الطلب العالمي على الطاقة على أسس تجارية بحتة، فنحن لا نسعى للاستحواذ على حصة أكبر في السوق