أكد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي عدم وجود أي إعلان لحرب ضد النفط الصخري، وأن على منتجي البترول عالي التكلفة إيجاد طريقة لخفض التكاليف، أو توفير السيولة النقدية. وأشار إلى أن السعودية تسعى إلى تحقيق الاستقرار في أسواق النفط، وهي تتواصل بشكل دائم مع جميع المنتجين الرئيسيين في محاولة للحد من التقلبات، وتسعى للتوصل إلى توافق جماعي وترحب بأي عمل تعاوني. وقال النعيمي في كلمة ألقاها أمس في أسبوع كامبريدج لأبحاث الطاقة (سيرا) في مدينة هيوستن، بولاية تكساس الأمريكية عن السوق البترولية الدولية والتحديات التي تواجهها، والسياسة البترولية للسعودية، ومدى تأثير التغير المناخي: «سنظل ملتزمين بتلبية جزء كبير من الطلب العالمي على الطاقة على أسس تجارية بحتة، فنحن لا نسعى للاستحواذ على حصة أكبر في السوق، واسمحوا لي أن أؤكد مرة أخرى كي يسجل التاريخ أننا لم نعلن الحرب على النفط الصخري أو الإنتاج من أي دولة أو شركة بعينها، فما نقوم به لا يختلف مطلقا عما يقوم به أي ممثل لقطاع الطاقة في هذه القاعة، فنحن نعمل على التعاطي مع ظروف السوق الصعبة والمليئة بالتحديات ونسعى للوصول إلى أفضل النتائج الممكنة في بيئة تتمتع بمستويات عالية من التنافسية، ومن ثم فالضرورة تحتم على منتجي البترول عالي التكلفة السعي لإيجاد طريقة لخفض التكاليف، أو اقتراض الأموال أو توفير السيولة النقدية. وهذا يبدو صعبا، وللأسف هو كذلك، لكن هذه هي الطريقة الأكثر فعالية لإعادة التوازن للأسواق. فتقليل الإنتاج منخفض التكلفة بهدف دعم الإمدادات مرتفعة التكلفة لن يؤدي إلى شيء سوى إرجاء محصلة لا مفر منها». وأضاف وزير البترول النعيمي: «أي إجراء يمكننا القيام به لتقليص دورات الهبوط أو تخفيف حدتها سيكون مفيدا دون شك، وهذا يتضمن السعي من أجل السماح للأسواق بالعمل في إطار حد أدنى من التدخل، ونحن نأمل أن يستمر هذا المستوى من البراعة وسرعة الاستجابة والجاهزية الذي أظهره منتجو النفط الصخري، فلربما تقتضي الحاجة توفير هذه الإمدادات على وجه السرعة بمجرد عودة التوازن للأسواق وإحكام السيطرة عليها. وبالمناسبة، يسعدنا أن نرى المنتجين الأمريكيين وقد بات بمقدورهم الآن تصدير النفط الخام بحرية ودون قيود، ونعتقد أن ذلك سيسهم في تحسين كفاءة السوق العالمية ومرونتها. وهذه هي العولمة بحذافيرها، فنحن جميعا في سفينة واحدة». وتابع: الطلب على النفط كان ولا يزال قويا، وما يمكن إثارة الجدل بشأنه لا يعدو كونه مجرد نسبة ضئيلة صعودا وهبوطا، لكن بيت القصيد -إن جاز التعبير- هو أن معدلات الطلب العالمي تفوق 90 مليون برميل في اليوم، وسترتفع على المدى البعيد، ولذلك ليست لدي أي مخاوف أو هواجس بشأن الطلب؛ ما يدفعني للترحيب بأي إمدادات إضافية جديدة، بما فيها النفط الصخري.