أكدت صحف روسية أن التسوية السلمية في سورية تواجه مخاطر التقويض والانهيار، بسبب الموقف المتصلب لنظام بشار الأسد، مشيرة إلى أن النظام استغل دعم سلاح الجو الروسي، ليستمر في تعنته، بمواصلة القتال ضد فصائل المعارضة المعتدلة، رافضا اتفاقات وقف إطلاق النار، التي تم التوصل إليها بمشاركة موسكو في جنيف وميونخ. وفي تقرير نشرته صحيفة "كوميرسانت" الروسية، قال خبراء روس إن النهج الذي اتخذه بشار الأسد لن يعرقل فقط تحويل وجود روسيا العسكري في سورية إلى مكاسب سياسية، بل ويهدد بتدهور علاقاتها في المستقبل مع الغرب والعالم العربي. وأوضح الخبير في معهد كارنيجي بموسكو، أليكسي مالاشينكوفي، في تصريحات إلى "كوميرسانت"، أن "تصرف الأسد مثال واضح على كيفية تحكم الذيل بالرأس، مشيرا إلى أن الأسد يحاول الإيحاء لموسكو بأنه مهما كان الشخص الذي سيأتي بعده، فلن يكون هناك أي تعامل". وأضاف أن الأسد يعتمد على طموحات موسكو في المنطقة وأنها تعتمد عليه، وأن موسكو، وفقا لهذا المنطق، يجب أن تكون في الواقع غير معنية بالتسوية السياسية التي تفترض رحيله، حتى وهي تدعو رسميا إلى مواصلة عملية جنيف"، لافتا إلى أن موسكو تكرر أخطاء التجربة السوفييتية في أفغانستان، والتجربة الأميركية في فيتنام، حيث تكون رهانات الدولة الكبيرة ضخمة إلى حد يدفع بحليفها التابع إلى محاولة استغلال طموحاتها وتسخيرها لتحقيق مصالح الحليف. وفيما تتوصل الانتقادات لروسيا لتدخلها العسكري في سورية، أعلنت موسكو أمس أنها ستواصل دعمها لنظام الأسد، وذلك غداة رفض مجلس الأمن للمشروع الروسي الداعي لوقف العمليات العسكرية التي تقوم بها أنقرة في سورية. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن روسيا مستمرة في خطها السياسي الرامي إلى تقديم الدعم والمساعدة لقوات الأسد في سورية، معبرا عن قلقه من إزاء تصاعد التوتر على الحدود السورية التركية.