امتزج عبق التاريخ مع علوم اللغة ورائحة ورق المخطوطات مع أحبار وهموم الصحافة السعودية في الأمسية الافتتاحية للسنة الرابعة لمجلس ألمع الثقافي والتي كان ضيفها رئيس تحرير "الوطن" الدكتور عثمان محمود الصيني، بحضور أحد أبرز الوجوه التي كان لها دور كبير في تأسيس "الوطن"، وهو الرئيس الأسبق لنادي أبها الأدبي الأديب والكاتب محمد عبدالله الحميد، الذي تحامل على وضعه الصحي وحضر ليدلي بشهادته حول قصة الصحافة في عسير منذ 40 عاما. ووسط مباني قرية "رجال" الأثرية انطلقت الأمسية التي بدأها عضو مجلس ألمع إبراهيم شحبي بالترحيب بالضيوف، ثم تسلم إدارة الحوار الدكتور أحمد التيهاني الذي قال: هذه الليلة مفصلية بالنسبة لمجلس ألمع الثقافي، خاصة أن هذا المجلس يستضيف رئيس تحرير صحيفة الوطن كصحفي مميز يعرفه الجميع، إلا أن البعض لا يعلم بأن الدكتور عثمان محقق معروف وباحث عميق في مجاله، وأنه من رموز الحداثة منذ الثمانينات، وكاد الدكتور عثمان يفتح لنا بابا في الدراسات اللغوية حينما سجل دراسة مقارنة بين لغة الهذليين في دار العلوم. لكن يبدو أن الصحافة لم تمكنه من إكمال هذا المشروع المهم. وختم بالقول: عملت مع أربعة رؤساء تحرير وكنت أتمنى أن أجد رئيس تحرير يكتب لي على مقال لا يستحق النشر لأنه ضعيف، وأحسب أن عثمان يفعل ذلك اليوم في الوطن. مشوار بدأ بدراسة اللهجات بدأ الدكتور الصيني حديثه بشكر ابن حميد على حضوره الذي قال عنه إنه أضاف كثيرا من الوهج للفعالية، ثم تطرق لعلاقته برجال ألمع التي ذكر أنها بدأت من خلال قراءته لديوان "الألمعيات" للدكتور زاهر عواض ثم جولته مع الشاعر محمد زايد الألمعي في بداية تأسيس "الوطن"، وأبدى سعادته بما وصلت له مراحل ترميم قرية "رجال" الأثرية. ثم انطلق في الحديث باختصار عن مسيرته العلمية فقال: عشت في الطائف التي كان مركزا مهما لالتقاء أبناء المملكة من الجنوب والغرب والوسط والشمال، مما أتاح لي الإلمام بكثير من اللهجات، ثم كانت دراستي في مدارس دار التوحيد وهو مما عزز اهتمامي باللغة واللهجات.
نادي ألمع الأدبي الأمسية شهدت حضور رئيس نادي أبها الأدبي الأسبق الكاتب محمد الحميد الذي وجه تقديره وامتنانه لمجلس ألمع الثقافي، وطالب بأن يتحول إلى ناد أدبي. وقال: هم يستحقون، حيث يقوم الألمعيون بدور بارز وفعال في نادي أبها الأدبي منذ تأسيسه وحتى الآن. وتطرق الحميد لموضوع الصحافة في عسير موضحا: بدأت فكرة الصحيفة من أمير منطقة عسير آنذاك الأمير خالد الفيصل عام 1391، وتوالت الاجتماعات، وفي زيارة وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز -يرحمه الله- للمنطقة عرضنا عليه طلب صحيفة في المنطقة فوعدنا خيرا، ثم استمرت المطالبات حتى سافرنا مع مجموعة من الأهالي إلى جدة لمقابلة ولي العهد آنذاك الأمير عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- وطلبنا منه زيارة منطقة عسير فوافق على الزيارة، ثم وعدنا بصدور صحيفة الوطن، ووجه ولي العهد بتسمية هذه الصحيفة من أهالي منطقة عسير، حيث تبنى محمد الحميد تسميتها صحيفة الوطن. بعد ذلك بدأت المداخلات من: الشاعر أحمد عسيري، والدكتور عبدالله حامد، والدكتور عبدالله الحميد بقصيدة شعرية مهداة لمجلس ألمع الثقافي، وإبراهيم طالع الألمعي، حيث أرسل مداخلته من الجزائر، والزميل محمد شامي، والزميل صالح الديواني، وعبدالله الأسمري، والزميل محمد آل عطيف. وفي نهاية الأمسية قدم أمين مجلس ألمع الثقافي ثلاثة دروع تذكارية للدكتور عثمان الصيني، ومحمد الحميد، والدكتور أحمد التيهاني، كما كرم مجلس ألمع الثقافي الزميل عبدالله السلمي بدرع تذكاري نظير جهوده الصحفية لخدمة المحافظة إعلاميا.