تواصل فرنسا جهودها الرامية إلى نيل موافقة إسرائيلية على المشاركة في مؤتمر دولي للسلام، من المقرر تنظيمه خلال الصيف المقبل، لاستئناف مفاوضات السلام. وأكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أحمد مجدلاني، في حديث إلى "الوطن" أن فلسطين تؤيد المبادرة الفرنسية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنها لا تزال حتى الآن أفكارا عامة، أساسها دعوة وزير الخارجية السابق، لوران فابيوس، خلال العام الماضي، مؤكدا أن باريس لم تقدم حتى اللحظة صيغة محددة للمؤتمر. وأشار مجدلاني إلى أن توجه العالم نحو مكافحة الإرهاب حال دون الاهتمام بالمسار الفلسطيني - الإسرائيلي، وتابع "تقدير الفرنسيين، هو أنه لا يمكن النجاح في مكافحة الإرهاب من دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي على اعتبار أن استمراره يغذي العنف". ولفت مجدلاني إلى أن استقالة فابيوس لن تؤثر في المساعي الفلسطينية، مشيرا إلى أن باريس ما زالت تحاول تأمين موقف دولي وعربي داعم لها، مبديا تفاؤله بإمكانية انعقاد المؤتمر في الصيف، بيد أنه أشار إلى أن البحث جار عن الموافقة الأميركية والإسرائيلية. وبحسب مصادر مطلعة، تقترح فرنسا عقد اجتماع تقني بمشاركة دول عربية وغربية، لا تتضمن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، من أجل التحضير لمؤتمر دولي يعقد في الصيف ويعيد إطلاق المفاوضات بين الطرفين على أسس محددة، على أن تنبثق من المؤتمر لجان من دول عربية وغير عربية لمتابعة سير المفاوضات وتقديم الدعم لها. وتضيف المصادر أن موافقة الطرفين شرط لانعقاد الاجتماع التحضيري الذي يسبق مؤتمر السلام. وكان السفير الفرنسي في إسرائيل، باتريك ميسوناف، التقى أمس، بالمسؤول في وزارة الخارجية بتل أبيب، الون اوشبيز، وأطلعه على المقترح الفرنسي، رغم أن حكومة الاحتلال امتنعت عن توضيح موقفها من عقد المؤتمر. في الأثناء، اقتحم عشرات المستوطنين وعناصر الجيش الإسرائيلي ساحات المسجد الأقصى المبارك، ولوحظ، وفقا لشهود عيان، أن الجنود كانوا بزيهم العسكري بينما كان بعضهم يحمل سلاحه. وعلى الصعيد ذاته، اقتلعت قوات الاحتلال العشرات من أشجار الزيتون في منطقة باب العامود التاريخية بالقدسالشرقيةالمحتلة، بداعي منع عمليات هجومية، وتم تثبيت العشرات من كاميرات المراقبة في المكان نفسه، ووزعت منشورات بأوامر لهدم منازل ومسجد في منطقة شرق القدس، تمهيدا لتوسيع الاستيطان.