قدمت الشاعرة والأكاديمية بقسم اللغة العربية بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة زمزم تقي 4 تصورات لتطوير البنية الشعرية السعودية، خلال الحلقة النقدية التي قُدمت مساء أول من أمس بنادي جدة الأدبي، جاء في مقدمتها دمج "الدراسات والأبحاث اللغوية"، بحيث تكون تكاملية، إذ يتم تحليل النص لغويا وبلاغيا وأدبيا، ولاسيما أن هذا الحقل لا زال خصبا. ومن التصورات التي دمجت ضمن ورقة تقي التي حملت عنوان "موسيقى الشعر بين الشدة واللين"، ضرورة دراسة الشعر والأدب بالطريقة الكلية، ما يعني النظر للقصيدة كوحدة متكاملة مترابطة ببحرها وموسيقاها، بحيث تراعي تلك الموسيقى ألفاظ القصيدة ومعانيها والغرض منها ومناسبتها وأسلوب الشاعر ونفسيته وانفعالاته، شريطة أن يتم ذلك داخل منظومة مترابطة متناسقة تجمعها علاقات من الترابط والتناسب. وقدمت الشاعرة تقي الكثير من الدراسات البحثية الشعرية المتخصصة، أهمها "أثر نفسية الشاعر وانفعالاته على المبنى وإيقاع الشعر دراسة صرفية عروضية"، ودراسة أخرى بعنوان "أثر الصيغة التركيبية على المعنى الدلالي". وشددت في بناء تصوراتها لتطوير البيئة الشعرية، على دراسة العروض بدءا بالبحور اللينة الرقيقة على حسب الأشكال التي تأتي عليها والتغييرات التي تتعاورها، وانتهاء بالفخمة الجزلة العنيفة، معللة ذلك بتحبيب الطلاب لدراسة هذا العلم. التصور الأخير الذي قدمته الدكتورة زمزم تقي، بدراسة العروض بطريقة التنغيم على موسيقى البحر وإيقاعاته، وقالت: "إنه لا يتم إلا إذا وقفنا على صفات البحور الشعرية وموسيقاها، وهذه الطريقة هي الأنفع"، واقترحت أن يكون التدريس بهذه الطريقة على مستويين، الأول "تنغيم بالنقرات"، والثاني "التنغيم بالتلحين"، وبذلك يمكن تعلم موسيقى الشعر في مدة وجيزه. البحور العنيفة واستعرضت بحور الشعر، والتي وجدت فيها اختلافا كبيرا، فمنها الصعب والرقيق ومنها بين بين، فالمديد فيه ثقل، إذ يمتاز بالصلابة والرزانة والهدوء والسر في ذلك تقطيع نغماته مما يتطلب تقطعا في الكلمات، والخفيف من البحور التي بين بين أيضا إلا أنه أرق وأخف من المديد. أما عن قصار البحور، فقالت: "فإننا سنجد أن النظم عليها لا يصلح إلا دندنة، وترويحا عن النفس ولا يتقبلها السمع جميعا، فالمقبولان في السمع هما مجزوء الخفيف، ومجزوء الرجز، بشرط أن يحسن الشاعر اختيار اللفظ مع سلامة المعنى". وأكدت ورقة تقي النقدية بأن لموسيقى الشعر والبحور الشعرية أثر في الأبنية العربية ومعانيها، فمن البحور ما هو عنيف كالكامل، ومنها ما هو عذب رقراق كالرمل، ومنها ما هو بين بين كالخفيف، وأشارت بأن الذي يؤثر في رقة القصيدة أو شدتها عوامل عدة، من بينها موسيقى الشعر، والصفات الصوتية للكلمات، إضافة إلى تأثير التجاور الصوتي، والمعاني والأغراض التي تتوشح بها القصائد الشعرية.