قدمت روسيا أمس عرضا لوقف إطلاق النار في سورية وذلك قبيل اجتماع دولي بميونخ يهدف لإنقاذ عملية السلام التي انطلقت في جنيف، والسعي لوقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا هربا من الحرب. وأعلن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، في مستهل لقائه نظيره الأميركي، جون كيري، أن بلاده قدمت عرضا ملموسا لوقف إطلاق النار، وتنتظر ردا أميركيا قبل عرضه على المجموعة الدولية بميونخ، متحدثا عن اقتراح ملموس. بدورها، نقلت وكالة الأنباء الروسية "إنترفاكس" عن نائب وزير الخارجية جينادي جاتيلوف قوله "نحن مستعدون لمناقشة سبل وقف إطلاق النار، وهذا ما سنبحثه في ميونخ". وأوضحت تقارير أن المؤشرات تدل على أن مفاوضات ميونخ ستكون معقدة، بسبب غموض الموقف الروسي، وضعف هامش المناورة لدى الدول الغربية، فيما قال الخبير بمؤسسة كارنيجي في واشنطن، جوزيف باحوط "لا يزال كيري يعتقد أن في إمكانه الحصول على شيء من لافروف الذي يكذب عليه منذ عامين". تلويح بحرب ثالثة وفي رده على المقترح الروسي، قال دبلوماسي أميركي، إن بلاده تريد "وقفا فوريا لإطلاق النار" بسورية، وتأمل في تحقيق ذلك في أقرب وقت. بينما قال رئيس وزراء روسيا ديمتري ميدفيديف في تصريحات صحفية، إن على كل القوى الجلوس إلى طاولة التفاوض من أجل وضع نهاية للحرب في سورية "بدلا من إطلاق حرب عالمية جديدة". من جانبه، شدد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير على ضرورة تحقيق "اختراق" في ميونخ لوقف المعارك وإحياء عملية السلام. لكنه نبه قائلا "لا أستطيع أن أقول الآن إننا سنحقق ذلك". وكان ممثلو 15 دولة من مجموعة دعم سورية، عقدوا اجتماعا في ميونخ أمس في إطار مساعي استئناف عملية التفاوض التي علقت في جنيف في نهاية الشهر الماضي، فيما يطالب الغربيون موسكو بوقف ضرباتها الجوية في سورية، خصوصا بعد نزوح عشرات الآلاف من المدنيين إلى الحدود التركية، إثر هجوم قوات النظام على منطقة حلب شمال البلاد، الذي بدأ في مطلع فبراير الجاري بإسناد جوي روسي. إلى ذلك، عقد وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير أمس على هامش اجتماع ميونيخ اجتماعا ثلاثيا مع نظيره الأميركي، جون كيري، ووفد الهيئة التفاوضية العليا لقوى الثورة والمعارضة السورية، حيث تم بحث مستجدات الأزمة في سورية وتطوراتها. كما عقد الجبير اجتماعا مماثلا، مع نظيريه القطري، محمد آل ثاني، والتركي، مولود أوغلو، حيث تم بحث التطورات الإقليمية والدولية.
51 ألف نازح بدوره قال المفوض الأعلى للأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين في بيان، إنه منذ بدء هجمات قوات النظام على محافظة حلب الأسبوع الماضي، نزح حوالى 51 ألفا من المدنيين، فيما يواجه 300 ألف آخرون خطر الوقوع تحت الحصار. في الأثناء قالت وحدات حماية الشعب الكردية إنها انتزعت السيطرة على مطار منج بريف حلب، من قوات المعارضة، التي نفت تلك الأنباء، مؤكدة أنها استعادت السيطرة على قرى في ريف اللاذقية من قوات النظام السوري. مطالب عربية دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، إلى إصدار قرار عاجل من مجلس الأمن، يلزم جميع الأطراف المعنية بالأزمة السورية بإنهاء تصعيد العمليات العسكرية، والوقف الفوري لإطلاق النار، من أجل حماية السكان المدنيين، وإيجاد الظروف الملائمة لإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة للمدن والقري السورية المحاصرة، نتيجة لتصاعد العمليات العسكرية. وأعرب العربي عن أمله في أن يتوصل اجتماع ميونيخ إلى تحقيق التوافق بين مختلف الأطراف الإقليمية والدولية المعنية لإقرار مثل هذه الآلية لوقف إطلاق النار وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية لجميع المناطق المحاصرة، تمهيدا لاستئناف المفاوضات في جنيف وبدء مسار الحل السياسي للأزمة السورية.